تغييب غزة عن دراما رمضان.. وجه أخر للخذلان العربي الصارخ

تعرض القنوات العربية 73 مسلسلا خلال شهر رمضان الفضيل دون أن يتناول أي منها حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 16 شهرا في وجه للخذلان العربي الصارخ.
ومن عجائب الواقع العربي خلو كافة مسلسلات دراما الشهر الفضيل من أي إشارة للقضية الفلسطينية والمذبحة التي استمرت أشهر طويلا على الهواء مباشرة لسكان قطاع غزة أو حتى للاحتلال الإسرائيلي.
ورغم ما تمر به القضية الفلسطينية وقطاع غزة من تصفية وخراب ودمار وتجويع وقتل للأطفال وتدمير للتراث والتاريخ، إلا أنه لم تبادر أي جهة رسمية عربية أو إسلامية أو خاصة إلى إنتاج أعمال فنية أو درامية خاصة بشهر رمضان، وهو الشهر الأكثر تأثيرا ومتابعة.
وبينما حضرت القضية الفلسطينية ولو على استحياء في دراما رمضان خلال السنوات الماضية وتم الإشارة إلى الاحتلال الإسرائيلي في مسلسلات الجاسوسية والمقاومة فإن دراما رمضان لهذا ظهرت مخيبة للآمال بشدة.
وظهرت القنوات الفضائية العربية خلال شهر رمضان في واد وغزة في واد آخر منسي رغم المأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيين والمرحلة شديدة الخطورة التي تواجهها قضيتهم.
ويرى مراقبون أن تغييب محنة غزة وأهلها بشكل كلي عن مسلسلات دراما رمضان التي تصل إلى عشرات الملايين في الوضع العربي وخارجه هو تعبير دقيق عن حدة الخذلان العربي وحالة الضعف حد التواطؤ لما يجرى بحق الفلسطينيين.
ويشير هؤلاء إلى الضعف الشديد الذي اعترى الموقف العربي في معركة الوعي والإعلام إزاء ما يجرى في قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023 سواء من حرب إبادة أو تجويع وتهجير لأكثر من 2 مليون فلسطيني عربي.
وبدعم أمريكي ارتكبت دولة الاحتلال الإسرائيلي بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي 2 فبراير/ شباط الماضي، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف القطاع منطقة “منكوبة” جراء حرب الإبادة الإسرائيلية، لكن ما هو أصبح واضحا للجميع أن الخذلان العربي هو أحد أركان الوضع المنكوب لسكان غزة.