الجارديان: ازدراء للسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية بعد الهجمات الإسرائيلية القاتلة
سلطت صحيفة (الجارديان) البريطانية الضوء على حالة الازدراء المتزايدة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة في ظل عجزها على حماية المواطنين وتواطؤها الصارخ في عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية مستمرة منذ أيام شملت عدد من مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة وتضمنت تدميرًا واسع النطاق واعتقالات جماعية وقتلًا مستهدفًا.
وذكرت الجارديان أنه رغم أن العملية الإسرائيلية في الضفة الغربية كانت تهدف إلى إظهار القوة الإسرائيلية، فإنها سلطت الضوء أيضاً على مدى الضغط الذي تعاني منه القوات الإسرائيلية، ومدى بعدها عن تحقيق الهدف الأساسي من الحرب المتمثل في تدمير المقاومة.
وأبرزت أنه بعد أكثر من عشرة أشهر من القصف الإجرامي في غزة، والذي تسبب في قتل أعداد كبيرة من المدنيين، لا تزال حركة حماس والمقاومة قادرة على العمل وشعبيتها، إلى جانب جاذبية العمل المسلح بشكل عام، آخذة في الارتفاع في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
مجرد البداية
نقلت الصحيفة عن المواطن “أبو أسعد” والذي طلب عدم نشر اسمه، وهو يجلس في زاوية متجر لبيع الأدوات المنزلية في بلدة قلنديا “هذه ليست نهاية المقاومة، إنها مجرد البداية وسوف تمتد إلى المنطقة بأكملها”.
وبحسب الصحيفة فإن أبو أسعد (54 عاما)، ظهر متوترا ومضطربا وقام من كرسيه بغضب عندما وصف ما رآه بأنه خيانة من العالم الغربي ولكن أيضا من السلطة الفلسطينية، والإدارة المدنية المفترضة.
وقد أدانت السلطة الفلسطينية الهجمات الإسرائيلية، لكن أبو أسعد رفض المواقف العلنية للسلطة ووصفها بأنها مجرد مسرحية.
واتهم السلطة الفلسطينية بـ”إعطاء الضوء الأخضر” للجيش الإسرائيلي للقضاء على عناصر المقاومة الذين عجزت عن تحييدهم بنفسها.
وأكد أن “الأمر كان بالتنسيق الكامل بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل). لقد حاولوا مراراً وتكراراً الإمساك بهم ولكنهم فشلوا، فقالوا لهم: تعالوا واقطعوا لنا العشب، وسنتولى نحن الباقي”.
الاحتقار للسلطة
نبهت الجارديان إلى أن خطة السلام الأميركية الخاصة بغزة تتخيل القطاع الساحلي تحت حكم السلطة الفلسطينية مرة أخرى، وإن كان ذلك في صورة “نسخة مجددة”.
ولكن الاحتقار للسلطة الفلسطينية كان شاملاً بعد ظهر يوم الجمعة في الشوارع الضيقة المزدحمة بمخيم قلنديا للاجئين، الذي أنشئ في عام 1949 للفلسطينيين اللاجئين.
كان الاختلاف الوحيد في الرأي بالنسبة للسلطة الفلسطينية هو ما إذا كان الأمر يتعلق بعدم الكفاءة والفساد فقط أو كذلك بالتواطؤ النشط مع الائتلاف اليميني بقيادة بنيامين نتنياهو.
وفي الضفة الغربية، يشكل المقاومون المدججون بالسلاح مصدر إلهام أكثر من الشعور السائد بالعجز.
وقال أبو صهيب، وهو أحد سكان المخيم ويبلغ من العمر 58 عاماً، أثناء خروجه من صلاة الظهر: “الجميع يحترم جميع المقاومين لأنهم يدافعون عن حقوق الشعب”.
وقال أحد أفراد الجيل الأصغر سنا من سكان مخيم قلنديا، وهو بائع خضروات يبلغ من العمر 25 عاما يدعى مروان، إن المقاومة كانت فكرة أكثر منها حقيقة عسكرية.
وتابع “نحن نتحدث عن المقاومة، ولكننا شعب أعزل، و(إسرائيل) تتعامل معنا وكأننا دولة معادية لها جيش ضخم”.
وكان من بين المتسوقين لشراء الخضروات أحمد غنيم، أحد المحاربين القدامى في القضية الفلسطينية، وهو زعيم محلي لفصيل فتح المهيمن في منظمة التحرير الفلسطينية.
وقال غنيم إن عواقب الهجمات المتكررة على السكان العزل إلى حد كبير سوف تكون في نهاية المطاف انتفاضة جماهيرية، وانتفاضة ثالثة.
وأضاف “نحن في مواجهة وضع حرج للغاية. أعتقد أن انتفاضة تطرق الباب في الضفة الغربية. نحن مدنيون لا نملك أي قدرة على مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية الثقيلة. والطريقة الوحيدة التي نملكها للمقاومة هي قوة وقدرات الشعب”.