الشهر الأول من حرب غزة “الأكثر تدميراً” للمدنيين في القرن الحالي
يعد الشهر الأول من حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة الأكثر تدميرا للمدنيين مقارنة بأي صراع في القرن الحادي والعشرين، وفقاً لأبحاث منظمة Airwars.
وقالت المنظمة إن أكثر من 5100 قتيل مدني تم تسجيلهم خلال الشهر الأول من الحرب الإسرائيلية على غزة، مضيفة أن هذه الفترة كانت الأكثر تدميرا للمدنيين على الإطلاق.
ويعادل هذا العدد أربعة أضعاف تقريبا عدد القتلى المدنيين المسجلين في مارس/آذار 2017 خلال المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في مدينة الموصل بالعراق، والتي كانت قبل الحرب الحالية في غزة الشهر الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين وفقا لما رصدته المنظمة.
وقالت المنظمة “بكل المقاييس تقريبا، فإن الضرر الذي لحق بالمدنيين منذ الشهر الأول من الحملة الإسرائيلية على غزة لا يقارن بأي حملة جوية في القرن الحادي والعشرين. إنها بلا شك الصراع الأكثر كثافة وتدميرا وفتكاً بالمدنيين الذي وثقناه على الإطلاق”.
وتشمل البيانات المستخدمة في التقرير الفترة الممتدة لـ 25 يوماً بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و1 نوفمبر/تشرين الثاني، وتستند إلى تحليل أكثر من 600 حادثة من الأذى الذي لحق بالمدنيين.
وقالت المنظمة إن هذه الأرقام متحفظة، ومن المتوقع أن ترتفع عندما يتم تضمين 200 حادثة إضافية في التحليل النهائي.
وصرحت ريان جيتنر، التي ترأس تحقيقات المنظمة في غزة، أن “نتائجنا مثيرة للقلق. فلم يقتصر الأمر على مقتل عدد أكبر من الأطفال والنساء وأفراد الأسرة في تلك الأيام الخمسة والعشرين في غزة مقارنة بأي فترة زمنية مماثلة من أي صراع آخر وثقناه، بل إن تقدير الضرر الذي لحق بالمدنيين في غزة أعلى من المعايير التي رأيناها في صراعات أخرى”.
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن إجمالي عدد الشهداء في غزة خلال الصراع الذي استمر 14 شهراً تجاوز 45 ألف قتيل، رغم أن تقديرات أخرى تشير إلى أن الرقم أعلى كثيراً.
ففي يوليو/تموز، قالت مجموعة من العاملين الطبيين الأميركيين إن الرقم ربما تجاوز 92 ألف، في حين قدر الأطباء في مجلة لانسيت الطبية في مايو/أيار أن عدد الضحايا المباشرين وغير المباشرين بلغ 186 ألف قتيل.
وقد أدت الحرب إلى نزوح ما يقرب من كامل عدد السكان البالغ عددهم 2.2 مليون شخص، وقد هجر العديد منهم منازلهم عدة مرات.
استهدفت حربت الإبادة الإسرائيلية بشكل خاص بالنسبة للنساء والأطفال، الذين شكلوا أكثر من 60 في المائة من الوفيات بين المدنيين التي سجلتها منظمة Airwars.
إذ استشهد ما لا يقل عن 1900 طفل في الغارات الجوية الإسرائيلية خلال الشهر الأول من الحرب. وهذا أعلى بنحو سبعة أضعاف من الرقم القياسي السابق لعدد الأطفال الذين قتلوا في شهر واحد، وكان مساويًا تقريبًا لعدد القتلى من الأطفال في عام 2016 بأكمله في سوريا.
واستشهد ما لا يقل عن 1213 امرأة خلال الشهر، وهو ما يزيد على ستة أضعاف عدد القتلى خلال معركة الرقة التي استمرت أربعة أشهر في عام 2016.
وقالت منظمة Airwars إن عدد القنابل التي ألقيت على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تجاوز أيضا عدد القنابل التي ألقيت في أي صراع حديث.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استخدم 6 آلاف ذخيرة في الأسبوع الأول من الصراع، أي ما يعادل أكثر من 850 ذخيرة يوميا، وهو ما يتجاوز بكثير الرقم القياسي السابق البالغ 500 ذخيرة في الرقة بسوريا عام 2016.
وتشير تقديرات الاستخبارات الأميركية إلى أن “إسرائيل” أسقطت 29 ألف قنبلة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب على غزة، وكان ما يقرب من نصفها غير موجه.
وقد أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى إتلاف أو تدمير ثلثي المباني في غزة، ودفعت نظام الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار.
فيما أدت وحشية الهجوم الإسرائيلي إلى تحويلها إلى دولة منبوذة على المستوى الدولي، حيث تواجه اتهامات الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، كما يتهم رئيس وزرائها ووزير جيشها السابق بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أصبحت منظمة العفو الدولية أحدث منظمة تتهم “إسرائيل” بارتكاب إبادة جماعية في تقرير يربط سلوكها العسكري بتصريحات أدلت بها قيادتها وقالت إنها كانت تحريضًا على الإبادة الجماعية.