
أكد موقع Middle East Eye البريطاني، أن هدف الاحتلال الإسرائيلي ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية هو دفع الشعب الفلسطيني إلى الاستسلام الكامل وهو ما لن يحدث أبدا.
وبحسب الموقع فإنه بالإضافة إلى منع انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن استئناف حرب الإبادة على غزة يهدف إلى إجبار الشعب الفلسطيني على الاستسلام في النهاية.
وقال الموقع “لن يحدث ذلك أبدًا، لسبب واحد: بخلاف الوضع الإسرائيلي، فإن القضية الرئيسية للفلسطينيين ليست من يحكم غزة أو من يمثلهم، بل فكرة فلسطين وطنهم – وطن اغتصبته (إسرائيل) واحتلته”.
وأضاف “يعلم الفلسطينيون أن فلسطين هي أرضهم الأبوية، وليس لديهم خيار سوى مقاومة الاحتلال ومواصلة نضالهم من أجل الحرية والتحرر”.
وتابع “هم (الفلسطينيون) يدركون أيضًا أن محنتهم ليست فريدة من نوعها. فقد خاضت الجزائر وفيتنام وجنوب أفريقيا وأفغانستان والعديد من البلدان الأخرى حول العالم صراعات مماثلة”.
وذكر الموقع أنه من غير الواضح ما الذي يأمل الإسرائيليون في تحقيقه الآن، بعد أن فشلوا بالفعل في إرغام شعب غزة على الركوع بعد 15 شهراً من الحرب الإبادة الجماعية.
ولفت إلى أنه في البداية، أملت (إسرائيل) أن تُحوِّل أساليب العقاب الجماعي سكان غزة ضد حركة “حماس” وفصائل المقاومة. وعندما لم يُفلح ذلك، هددت بالطرد الجماعي. ثم فرضت التجويع، وأجبرت المدنيين على الفرار من زاوية إلى أخرى في غزة.
وأبرز أنه لم ينجُ أي مستشفى أو مدرسة أو مجمع للأمم المتحدة. أحدث تقنيات القتل وأكثرها تطورًا، التي حصلت عليها من الولايات المتحدة وأوروبا، مكّنت الإسرائيليين من قتل نحو 50 ألف فلسطيني، لكنهم مع ذلك فشلوا في تحقيق أيٍّ من أهداف حربهم المعلنة.
تقويض وقف إطلاق النار
أبرز موقع Middle East Eye أنه طوال فترة الحرب، أصرت حماس على إمكانية إنهاء القتال عبر صفقة تبادل أسرى. وتم التوصل أخيرًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ونُفذت مرحلته الأولى، رغم بعض العقبات.
وأشار إلى أنه عندما حان وقت الدخول في المرحلة الثانية، بدأ نتنياهو بالمماطلة، ثم تراجع تماما عن الاتفاق الذي وقعته حكومته مع حماس بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية.
وشدد على أن المبرر المعلن لاستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة ليس أن حماس خالفت اتفاق وقف إطلاق النار، بل أنها أصرت على تنفيذه بشكل صارم، ورفضت الانخراط في محاولات الاحتلال لإعادة كتابة شروطه.
من جهتها إدارة ترامب، التي سمحت، على نحوٍ ساخر، لمبعوثها بالتفاوض مباشرةً مع مسؤولي حماس في الدوحة، تبنت موقف نتنياهو بالكامل.
ويتضح من التصريحات الرسمية الصادرة من تل أبيب وواشنطن أن الرؤية واحدة؛ مواقفهما متطابقة، دون أي ذرة من الصوابية السياسية في الخطاب.
وبحسب الموقع فقد قُتل مئات الفلسطينيين، بمن فيهم عدد من كبار مسؤولي حماس، في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وقد يفقد المزيد أرواحهم في الساعات والأيام القادمة. ولكن ما الغاية؟ ما الذي يأمل الإسرائيليون والأمريكيون تحقيقه؟
وقال “ربما يدركون بالفعل، استنادًا إلى التجربة، أن تجدد المجازر لن يُجبر حماس على الرضوخ، ولن يُثير فلسطينيي غزة ضد الحركة، بل قد تُدرك واشنطن ودولة الاحتلال أن هذا الهجوم المُتجدد ضروري لإنقاذ مسيرة نتنياهو السياسية والمعسكر الديني الصهيوني الذي يحكم (إسرائيل) اليوم”.
وأضاف “إذا كان الأمر كذلك، فالكرة الآن في ملعب الشعب الإسرائيلي. لا ينبغي أن يكون السؤال ما هي الخيارات المتاحة لحماس أو الفلسطينيين؛ لديهم خيار واحد فقط، وهو مواصلة المقاومة حتى تحرير فلسطين. على الإسرائيليين أن يدرسوا خياراتهم بأنفسهم”.
الطموحات السياسية
أكد الموقع أنه بصرف النظر عن نتنياهو وحلفائه المتعصبين، يتعين على الجمهور الإسرائيلي أن يدرك أن حماس تمثل بالنسبة للعديد من الفلسطينيين فكرة لن تموت أبداً، حتى لو تم اغتيال جميع قادة الحركة، وتحويل جميع منازل غزة إلى أنقاض، وتدمير جميع مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.
وتابع قائلا “يجب عليهم (الإسرائيليون) أن يدركوا أيضاً أن نتنياهو وحلفاءه الأميركيين، الحكام المسيحيين الصهاينة في واشنطن، سوف يسعون إلى تحقيق طموحاتهم السياسية الشخصية على حساب جماهيرهم”.
وذكر أنه ينبغي أن يُطرح السؤال نفسه على اليهود في مختلف أنحاء العالم الذين يرتكب الصهاينة، الإسرائيليون والأميركيون، باسمهم أبشع الجرائم ضد الإنسانية منذ المحرقة.
وقال “كان هناك وقت حيث كانت المنطقة المعروفة اليوم بالشرق الأوسط بمثابة بوتقة تنصهر فيها الثقافات والأديان؛ حيث تعايش المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام، وبنوا معًا حضارة عظيمة”.
وأضاف أن الصهيونية، التي تدّعي زورًا تمثيل الشعب اليهودي، تُشكّل اليوم أكبر تهديد تواجهه البشرية. إنها معادية للمسلمين والمسيحيين واليهود. إنها عنصرية، وفوقية، واستعمارية – وهي الآن في ذروتها.
وتابع “كل الذين يؤمنون بالعدالة والحرية يتحملون اليوم مسؤولية الوقوف في وجه الصهيونية، والتكاتف لمنعها من إدامة الصراع بين الشعوب التي لديها القدرة على العمل معا مرة أخرى من أجل خير الإنسانية”.
وختم الموقع البريطاني “تحاول إدارتا نتنياهو وترامب، وكل من يدعم أجندتهما العنصرية، إغلاق باب التعايش السلمي ويجب إيقافهما”.