
كشف الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي أن التقارير حول محادثات مباشرة بين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقيادة حركة حماس أثارت قلقًا واسعًا، لا سيما في إسرائيل ورام الله، ولكل منهما أسبابه الخاصة.
وأشار الرنتاوي في مقاله إلى أن السلطة الفلسطينية تجاهلت على مدار سنوات الدعوات إلى المصالحة والوحدة، متمسكة بكونها “الممثل الشرعي الوحيد”.
وأوضح أن رام الله، التي سعت إلى إثبات “اعتدالها” وقدرتها على التعاون مع تل أبيب وواشنطن، تجد نفسها اليوم في مأزق بعدما بدأت واشنطن في التوجه نحو خصمها المباشر حماس.
محادثات واشنطن وحماس
وأكد الرنتاوي أن ما يجري اليوم مختلف عن النزاعات السابقة حول التمثيل الفلسطيني، فبينما كان الدعم في السابق يأتي من دول مثل سوريا والعراق وليبيا، فإن ما يحدث الآن هو تواصل مباشر بين واشنطن وحماس، وهو تطور غير مسبوق.
وأضاف أن إدارة ترامب، المعروفة بتعاملها مع “الأقوياء”، نظرت إلى المشهد الفلسطيني فرأت أن السلطة في رام الله تعاني من “موت سريري” بفعل الفساد والترهل، في حين أن حماس، رغم الحروب المتتالية، لا تزال تفرض سيطرتها على غزة وتحتجز أسرى إسرائيليين.
لماذا تخشى السلطة الفلسطينية من هذه الاتصالات؟
وفي السياق، رأى الخبير السياسي المصري مراد علي أن قلق السلطة الفلسطينية لا ينبع من كون حماس تتواصل مع جهات دولية، بل من احتمال أن يفتح هذا التواصل أبوابًا جديدة لحماس، مما قد يهدد نفوذ السلطة في رام الله.
وأشار إلى أن السلطة لم تعترض سابقًا على لقاءات حماس مع وفود دولية أو حتى مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل، لكنها اعتبرت اتصالات حماس مع الولايات المتحدة تهديدًا لمصالحها السياسية.
وأضاف أن السبب الحقيقي وراء هذا التوتر هو أن أي تفاهمات محتملة بين واشنطن وحماس قد تضعف موقع محمود عباس والقيادة الحالية في رام الله، ما يهدد امتيازاتهم السياسية.
السلطة تتمسك بالتنسيق الأمني
وانتقد الكاتب والباحث السياسي ماجد أبو دياك موقف السلطة، معتبرًا أنه “من الغريب أن ترفض السلطة مفاوضات القوة التي قد تعزز الموقف الفلسطيني، بينما تستمر في التنسيق الأمني مع إسرائيل لملاحقة واغتيال المقاومين”.
وأشار أبو دياك إلى أن المبعوث الأمريكي آدم بولر عقد لقاءات سرية مع قيادات حماس في الدوحة لمناقشة ملف وقف إطلاق النار في غزة، وهو ما دفع السلطة إلى التعبير عن استيائها، خوفًا من أن تفقد مكانتها لدى الولايات المتحدة.
وختم بالقول إن “السلطة التي فشلت في تقديم أي نتائج لصالح القضية الفلسطينية على مدار عقود، عليها أن تتعلم من حماس، التي فرضت نفسها على الطاولة وجاء الأمريكيون إليها، وليس العكس”.