في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر لأكثر من 400 يوم، لم يثني ذلك من عزيمة الطواقم التعليمية، حيث شهدت مدارس غزة افتتاحًا غير تقليدي هذا العام، يتنقل فيه التعليم من بين أنقاض المنازل المدمرة إلى الخيام التي تم تخصيصها كمراكز تعليمية مؤقتة، هذا الوضع الصعب الذي يعيشه الطلبة يبرز عزيمة شعب يحارب الجهل والمستقبل المظلم رغم كل التحديات.
مدارس غزة تقاوم الدمار
تستمر معاناة الطلبة مع العام الدراسي في ظل واقع غريب، حيث يُضطر الأطفال للدراسة في خيام مؤقتة جرى تجهيزها في أماكن النزوح، بالإضافة إلى الصفوف الدراسية التي أقيمت بين الركام في الأماكن التي تم تدميرها جراء الهجمات الإسرائيلية.
وفي هذه البيئة، يكافح المعلمون والطلاب مع محدودية الموارد، لكنهم لا يتوانون عن إيجاد طرق مبتكرة لاستكمال العملية التعليمية.
ويواجه التعليم في غزة تحديات جسيمة، أبرزها قلة الإمكانيات والضغط النفسي على الطلبة. فبينما يسعى المعلمون لتقديم أفضل ما لديهم، ويعاني الطلاب من صعوبة التركيز في ظل الأجواء الصعبة التي تحيط بهم، كما أن نقص المواد الدراسية والأثاث يزيد من تعقيد الوضع.
التعليم في الخيام والمجتمع الدولي
وناشد المعلمون المجتمع الدولي وأن يولي اهتمامًا أكبر لتقديم الدعم اللازم لقطاع التعليم في غزة، خاصة مع افتتاح المدارس في الخيام والصفوف الدراسية بين الركام، يحتاج الطلاب إلى بيئة آمنة ومؤهلة لمواصلة تعليمهم، بعيدًا عن التأثيرات السلبية للأوضاع في القطاع.
وقالت وزارة التربية والتعليم العالي، استهدف الاحتلال كافة القطاعات الخدماتية، وخاصة التعليم، حيث حرم أكثر من 650,000 طالب وطالبة من الالتحاق بمدارسهم للعام الثاني على التوالي، ونحو 100,000 في مؤسسات التعليم العالي، و35,000 في رياض الأطفال.
وتابعت الوزارة في بيان صحفي، أن أكثر من 11,600 طفل فلسطيني في سن التعليم المدرسي استشهد، بالإضافة إلى أكثر من 750 معلمًا وموظفًا تربويًا وإداريًا، وأكثر من 1,100 طالب وطالبة في مؤسسات التعليم العالي، ونحو 130 عالمًا وأكاديميًا، مع إصابة الآلاف بجراح وإعاقات مختلفة.
وأضافت أن الاحتلال دمير 93% من المباني المدرسية، بالإضافة إلى معظم مراكز التأهيل والتدريب ومراكز التعليم الإلكتروني، وأكثر من 130 منشأة إدارية وأكاديمية في الجامعات والكليات والمعاهد.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي للتدخل العاجل لحماية الأطفال والمنشآت التعليمية، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه، وضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية الخاصة بالتعليم، مثل الخيام التعليمية والأدوات المدرسية، التي يحرم الاحتلال الأطفال منها.