يواصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، النظر إلى قطاع غزة كمساحة جغرافية يمكن لسلطته إعادة تموضعها فيها، في ظل قناعته المتزايدة بأن الضفة الغربية تتجه نحو الضم الكامل من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
في تصريحات صحفية، أكد عباس أن أولويته الآن هي تثبيت وقف إطلاق النار، وبدء استلام السلطة الفلسطينية إدارة معبر رفح، كخطوة تمهيدية لتولي مسؤولياتها في القطاع.
كما يجري اتصالات مكثفة مع أطراف دولية، أبرزها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمحاولة إقناع إسرائيل بالسماح بعودة سلطته إلى غزة.
السيطرة على غزة
وكشف يوسي بيلين، الوزير الإسرائيلي السابق، أن محمود عباس يسعى للحصول على دعم من الإدارة الأمريكية للعودة إلى حكم قطاع غزة.
وأشار إلى أن عباس مصمم على هذه الخطوة، معتبرًا أن السلطة الفلسطينية هي البديل الطبيعي لحكم حماس في القطاع.
وفي مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، أوضح بيلين أن عباس يرى أن تحقيق هذا الهدف سيمثل الإنجاز السياسي الأهم في حياته.
كما أشار إلى أن رئيس السلطة لا يريد أن تعود القوات الإسرائيلية إلى غزة بعد انتهاء العمليات العسكرية هناك، ولا يرغب في إبقاء حماس في الحكم.
وأكد بيلين أن على نتنياهو اتخاذ قرار حاسم بشأن مستقبل غزة بعد انسحاب قوات الاحتلال، معتبرًا أن السلطة الفلسطينية في رام الله هي المرشح الطبيعي لخلافة حماس.
عباس يرفض تنفيذ تفاهمات بكين
وفي ظل تصاعد التوترات السياسية، وجه الكاتب والمحلل السياسي جمال زقوت رسالة مفتوحة إلى محمود عباس واللجنة المركزية لحركة فتح، منتقدًا تمسك القيادة الفلسطينية بالنهج الحالي وعدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في تفاهمات بكين بين الفصائل الفلسطينية.
وتساءل زقوت في مقاله عن سبب إصرار عباس على عدم تنفيذ الاتفاق، رغم أنه حظي بتأييد دولي وشعبي واسع، بما في ذلك دعم الصين الشعبية.
كما استنكر زقوت استمرار الرهان على التفرد بالقرار الوطني، متسائلًا: “هل ما زال هناك من يعتقد أنه يمكن الاستفراد بالسلطة وإقصاء الآخرين، مهما بلغت قوته ونفوذه؟”
عباس والمصالح التجارية
بدوره، انتقد المحلل السياسي حسن عصفور أسلوب محمود عباس في التعامل مع الملف السوري، معتبرًا أنه مارس الصبيانية السياسية في تشكيل الوفد الفلسطيني للحوار مع الإدارة الجديدة في دمشق.
وفي مقاله، أشار عصفور إلى أن الوفد الذي شكّله عباس لا يملك أي ثقل سياسي أو رؤية استراتيجية واضحة، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات الفلسطينية-السورية.
وأضاف أن إدراج ياسر نجل محمود عباس ضمن الوفد يثير الاستهجان، ويعكس توجهًا قائمًا على البحث عن مصالح تجارية أكثر من كونه ترتيبًا سياسيًا.
وأكد عصفور على ضرورة إعادة تشكيل الوفد الفلسطيني بما يعكس التمثيل الوطني الحقيقي، محذرًا من أن المرحلة القادمة تشهد تحولات جذرية قد تؤثر على الوجود الفلسطيني برمته، داخل فلسطين وخارجها.