تحليلات واراء

الاحتلال يناور بالضغط العسكري لفرض أمر واقع في مفاوضات غزة

يلجأ الاحتلال الإسرائيلي إلى تصعيد ميداني متدرج للمناورة بالضغط العسكري بهدف فرض أمر واقع في مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

ولوحت وسائل إعلام عبرية بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر شن “هجمات مختارة” على قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع تصعيد عمليات القتل بغارات جوية إسرائيلية.

وأوردت القناة “12” الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمها، بأن “المستوى السياسي برئاسة نتنياهو قد يقرر خلال الساعات القادمة تصعيد العمليات العسكرية بشكل محدود في قطاع غزة”.

وأوضحت القناة العبرية أن هذه الهجمات التي تأتي ضمن استمرار الاحتلال الإسرائيلي في خرق اتفاقية وقف إطلاق النار، تهدف إلى “الضغط” على حركة حماس وفصائل المقاومة.

ويأتي هذا التطور ضمن سلسلة خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تنصلت حكومة الاحتلال منه برفضها الانتقال إلى مرحلته الثانية، كما هو متفق عليه، بعد انتهاء الأولى مطلع آذار/ مارس الجاري.

ويوم الخميس، أعلنت حركة حماس استئناف المفاوضات مع الوسطاء والجارية في الدوحة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في ظل تنصل الاحتلال الإسرائيلي من الالتزام بالاتفاق وبدء المرحلة الثانية منه.

وأبدت الحركة مجددا مرونة في التفاوض من خلال إعلانها الجمعة موافقتها على مقترح الوسطاء بالإفراج عن جندي إسرائيلي-أمريكي و4 جثث لمزدوجي الجنسية، وذلك لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.

في المقابل، أرجأ رئيس حكومة الاحتلال رده على قبول حركة حماس مقترح الوسطاء، وحاول إلقاء اللوم مجددا على الحركة، زاعما أنها “تواصل الانخراط في التلاعب والحرب النفسية”.

ويرى الكاتب والمحلل السياسي من غزة وسام عفيفة أن التطورات الأخيرة تشير إلى أن حكومة الاحتلال لم تعد تمتلك ترف المناورة السياسية، لكنها ما زالت ترفض الدخول في مواجهة شاملة قد تستنزفها أكثر.

وذكر عفيفة أن التقديرات بأن نتائج اللقاء الأمني لحكومة الاحتلال تتجه نحو “ضربات محدودة” في غزة كبديل عن الاستجابة لمقترحات ويتكوف وتعديلات حماس، في محاولة للإبقاء على الضغط العسكري دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة.

وأبرز أن القرار السياسي والعسكري الإسرائيلي بات أسيرًا لحسابات داخلية معقدة.

ولفت إلى الغارات الأميركية الواسعة في اليمن “حيث تبدو وكأنها جزء من توزيع الأدوار في المنطقة، وتأتي بالتزامن مع التصعيد الإسرائيلي في غزة، ما يعزز فرضية التنسيق بين الطرفين لضرب أكثر من جبهة في آن واحد”.

وخلص عفيفة بأن “‏هذا التزامن في التصعيد الإسرائيلي والأمريكي يطرح تساؤلات حول الأهداف، لهذه العمليات، خاصة في ظل محاولة واشنطن وتل أبيب فرض وقائع جديدة بالقوة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى