تحليلات واراء

تلكؤ عربي في تبني موقفا حاسما ضد تهجير غزة

لا يزال التلكؤ يخيم على الموقف العربي الرسمي إزاء ضرورة تبني موقفا حاسما ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى تهجير سكان قطاع غزة وتصفية القضية الفلسطينية.

وسخر مراقبون من قرار كل زعماء دول الاتحاد الأوروبي عقد قمة طارئة اليوم الاثنين في باريس وبمشاركة بريطانيا، رغم انسحابها من الاتحاد.

وجاء هذا التحرك الفوري للزعماء الأوروبيين لبلورة الرد العاجل على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أرسل كبار مستشاريه إلى السعودية للتفاوض مع الروس على صفقة إيقاف حرب أوكرانيا دون حضور كييف.

وللتأكيد على جدية التحرك لمنع ترامب من التلاعب بأوكرانيا، أعلن رئيس وزراء بريطانيا لأول مرة استعداد بلاده لإرسال قوات لأوكرانيا للتصدي للروس.

في المقابل فإن القمة العربية العربية “الطارئة” للرد على خطة ترامب بتهجير الشعب الفلسطيني في غزة وإصراره على أن تستضيفهم وتُوطّنهم لديها مصر والأردن لا تزال رهن الانتظار.

إذ لم يكتف الزعماء العرب بتحديد موعد القمة الطارئة بعد شهر كامل من تهديدات ترامب، بل عادوا اليوم يؤجلون موعد 27 فبراير للقمة، دون تحديد موعد آخر بشكل رسمي “لأسباب لوجيستية”!

ويشار إلى أن القمة العربية السابقة بشأن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة تم عقدها في ١١ نوفمبر 2023 بعد أكثر من شهر من بداية الحرب، ربما كان على أمل لدى بعض الأنظمة العربية أن يحسمها الاحتلال الإسرائيلي سريعا بحلول وقت قمتهم، والتي لم يصدر عنها سوى جعجعة بلا طحن.

المفارقة المستفزة، أن السعودية مشغولة الآن باستضافة وترتيب المفاوضات الأمريكية الروسية لوقف حرب أوكرانيا، وليس لديها وقت لقمة عربية، قد لا تناقش أصلا وقف الحرب المُعد استئنافها في غزة كما يهدد الاحتلال.

وقد تحدثت مصادر ديبلوماسية عربية عن أن هناك توجهاً لتأجيل القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة في 27 فبراير/ شباط الحالي، لأسباب سياسية ترتبط بتوفير مزيد من الوقت لصياغة تصور عربي بشأن ملف قطاع غزة، وتعذّر حضور عدد من القادة العرب في التاريخ المذكور.

وقالت المصادر إن تاريخ الرابع من مارس/آذار المقبل، يبدو هو التاريخ المحتمل لعقد القمة، موضحة أن هذا التأجيل مرتبط بثلاثة عوامل:

أولها إتاحة مزيد من الوقت لصياغة تصور عربي بشأن ملف غزة ومستقبلها وخطة إعادة الإعمار، ثانيها إقناع كل القادة العرب بالمشاركة في القمة، بعد تردد بعض القادة في الحضور، إضافة إلى محاولة الحصول على تفاهمات مع الأطراف الفلسطينية الأساسية حول مستقبل قطاع غزة.

وجاء التوجّه للتأجيل مفاجئاً، بينما كان هناك اجتماع مقرر السبت الماضي، بين وزارة الخارجية المصرية ومندوبي بعض الدول العربية لمناقشة ترتيبات تقنية تخص القمة الطارئة.

وذكرت المصادر أنه تأكد للجانب المصري أن “الاتصالات التي أجريت في الأيام الماضية، أعطت مؤشرات بأن بعض القادة العرب البارزين ليس لديهم الحماس الكافي ولم يؤكدوا حضور قمة القاهرة، خصوصاً أنها تأتي بعد أن تكون قمة الرياض قد أنهت تصورات الرؤية العربية المستقبلية وإعادة إعمار غزة، والتي ستطرح لاحقاً في قمة القاهرة.

وألمحت المصادر إلى أن بعض الدول العربية قد ترى أن قمة الرياض التي من المقرر أن تجمع عدداً من القادة العرب، وتُعقد في 20 فبراير “هي الأهم، كونها القمة التي تحدد صياغة المقترح العربي، وأن وجودها في قمة القاهرة هو للمصادقة على المقترح، ما يعني أن بعض الدول العربية لم تؤكد مشاركة قادتها في قمة القاهرة لغاية انتظار مضمون ما تقترحه قمة الرياض”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى