ناشط سلام أمريكي: الدول العربية مسئولة عن حرب الإبادة في غزة

أكد ناشط سلام أمريكي بارز أن الدول العربية مسئولة عن حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة في ظل ما أظهرته من فشل ذريع للضغط من أجل إنهاء الحرب وإنقاذ المدنيين الفلسطينيين.
وقال الناشط والعالم المعروف “جيف هالبر” إن تصرفات الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي كانت متوقعة باعتبارهما متورطان في الحروب منذ عقود طويلة.
لكن هالبر أبرز أن الفشل الحقيقي يقع على عاتق الحكومات العربية، خاصة تلك التي تطبع العلاقات مع دولة الاحتلال.
ورأى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر ودول عربية أخرى لعبت دورًا حاسمًا في تمكين الفصل العنصري والإبادة الجماعية لإسرائيل من خلال التوافق مع الأجندة الأمريكية الإسرائيلية بدلاً من مقاومتها.
وشدد على أن حصار غزة وحرب الإبادة الجماعية المستمرة يجب أن تُفهم ضمن الإطار الأوسع للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي الذي يستهدف السيطرة الكاملة على كل فلسطين التاريخية، من النهر إلى البحر.
ونبه هالبر إلى أن دولة الاحتلال تتحرك الآن نحو المرحلة النهائية من مشروعها الاستعماري الاستيطاني وهي فرض التطبيع الكامل على العرب بموازاة محاولة القضاء على أي شكل للمقاومة الفلسطينية.
ولفت إلى أن دوافع خطط التطبيع تقوم على إضفاء الشرعية على نظام الفصل العنصري الإسرائيلي عالميًا، ومحو فلسطين من الأجندة السياسية عبر التطبيع الدبلوماسي مع الدول العربية، وإعادة تسمية الأراضي الفلسطينية بأسماء عبرية، ودمج المشروع الاستيطاني الاستعماري الإسرائيلي في النظام الدولي كواقع لا رجعة فيه.
وتناول هالبر الديناميكيات الجيوسياسية الأوسع نطاقاً لسياسات دولة الاحتلال، مؤكدًا أن ما يسمى بالمجتمع الدولي ليس لديه مصلحة في ردع “إسرائيل”.
وأشار إلى أنه في حين يأمل الكثيرون في الحصول على الدعم من دول منظمة البريكس، فإن هذه الدول اصطفت مع “إسرائيل” بدلاً من مواجهة الهيمنة الأميركية الإسرائيلية.
واستشهد بالعلاقات الاقتصادية العميقة بين الصين و”إسرائيل”، بما في ذلك دورها في بناء البنية الأساسية الرئيسية مثل ميناء حيفا ومترو تل أبيب. كما سلط الضوء على الانحياز الأيديولوجي للهند مع الصهيونية.
بالإضافة إلى ذلك، حذر من أن دخول السعودية والإمارات ومصر مؤخراً إلى البريكس يشير إلى أن الأنظمة العربية تعمل على ترسيخ نفسها في تحالفات مؤيدة لإسرائيل بدلاً من الوقوف إلى جانب فلسطين.
وأكد هالبر أن التطبيع السعودي شبه الكامل مع إسرائيل من شأنه أن يختم مصير فلسطين، مما يجعل مقاومة هذا الاستعمار الاستيطاني أكثر صعوبة.
ودعا إلى الضغط على الحكومات العربية لوقف التعاون مع دولة الاحتلال لأن هذا هو المكان الذي يجب أن يركز فيه النشطاء والمجتمع العالمي جهودهم بدلاً من توقع التغيير من “إسرائيل” أو الولايات المتحدة، التي وصفها بأنها محصنة ضد الضغوط.
يذكر أن جيف هالبر هو عالم أنثروبولوجيا أمريكي المولد، وهو مؤلف ومحاضر وناشط سياسي عاش في دولة الاحتلال منذ عام 1973، كما أنه المدير السابق للجنة الإسرائيلية المناهضة لهدم المنازل.
وقد كتب هالبر عددا من الكتب عن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وهو كاتب ومتحدث متكرر عن السياسة الإسرائيلية يركز أساسًا على استراتيجيات سلمية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وهو من مؤيدي حركة المقاطعة السياسية والمقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.