الإمارات صوت نشاز في الموقف العربي ضد خطة ترامب بشأن غزة

ظهرت “نغمة نشاز” بارزة قادمة من الإمارات العربية المتحدة في الموقف العربي الرسمي ضد خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة.
وعلقت صحيفة “لوموند” الفرنسية بأن “نغمة نشاز قادمة من الإمارات ارتفعت في الجبهة الموحدة للدول العربية في مواجهة خطة ترامب بتهجير مليوني فلسطيني قسراً من قطاع غزة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما سُئل عن وجود مقترح عربي مضاد لخطة ترامب في قطاع غزة، أبدى يوسف العتيبة، السفير المؤثر للإمارات في واشنطن، والذي لا يقهر في هذا المنصب منذ عام 2008، شكوكه”.
وقال سفير أبوظبي في واشنطن إنه لا يرى “بديلا” عن الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي لطرد السكان الفلسطينيين من غزة.
وأضاف خلال القمة العالمية للحكومات في دبي: “لا أرى بديلاً لما يُقترح. لا أرى غير ذلك حقاً. لذا إذا كان لدى أي شخص بديل، فنحن سعداء بمناقشته، وسعداء باستكشافه، لكنه لم يظهر على السطح بعد”.
وذكر أن أبوظبي “ستحاول” إيجاد أرضية مشتركة مع إدارة ترامب. وقال: “أعتقد أن النهج الحالي سيكون صعباً. لكن في نهاية المطاف، نحن جميعًا في مجال البحث عن الحلول. نحن فقط لا نعرف إلى أين سينتهي الأمر بعد”.
وأشارت صحيفة “لوموند” إلى أن “شكوك العتيبة تتناقض مع تصميم الشركاء العرب على إحباط خطة ترامب. فقد تولت مصر والأردن، اللتان تعارضان بشدة التهجير القسري لسكان غزة على أراضيهما، والذي يعتبرانه خطاً أحمراً، زمام المبادرة للرفض بمجرد إدراكهما أن اقتراح الرئيس الأميركي لم يكن مجرد نزوة”.
والتصريحات المريبة للعتيبة حول قضية تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وضعت أبوظبي في مرمى الاتهامات، حيث أن تلك التصريحات لم تكن عابرًا، بل جاء من قلب القمة العالمية للحكومات في دبي وأمام رؤساء دول ومسؤولين دوليين
واعتبر الكثير من الناشطين والحقوقيين، تلك التصريحات طعنة في ظهر الفلسطينيين والإجماع العربي.
وفي السياق ذاته كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تفاصيل مؤامرة دولة الإمارات في الجامعة العربية لتمرير خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية بالتنسيق مع إسرائيل لتهجير الفلسطينيين في قطاع غزة.
وتناولت المصادر الاتصالات المتعلقة بترتيب القمة العربية الطارئة التي ستستضيفها القاهرة في السابع والعشرين من فبراير/ شباط الحالي، موضحة أنه رغم التوافق الواسع حول تأكيد البيان الختامي على الرفض القاطع لتهجير سكان قطاع غزة، إلا أن الإمارات أثارت أزمة بتمسّكها بإدخال تعديلات على الصياغة النهائية.
وقال دبلوماسي عربي إن الاتصالات التي قادتها القاهرة والأردن خلال الأيام الماضية، أسفرت عن حالة من التوافق الواسع حول عدة مبادئ عامة سيتضمنها البيان الختامي للقمة المرتقبة، في مقدمتها الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة الغربية، من أراضيهم.
وأضاف الدبلوماسي العربي أن الإمارات تشددت في موقفها المتمسك بإدخال تعديل على النص الخاص برفض التهجير كشرط لاعتمادها البيان، وطالبت بإضافة كلمة “القسري” إلى جملة “الرفض القاطع للتهجير”، لتحصر موقفها الرافض بالتهجير الإجباري للفلسطينيين.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية قبل أيام أن القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة يوم 27 فبراير/شباط الحالي، لبحث التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية.