معالجات اخبارية

“أغسطس الأسود”.. تحذيرات إسرائيلية من “الغرق في وحل غزة”

يحذر مراقبون ومحللون إسرائيليون من أن جيش الاحتلال يغر على نحو متزايد في وحل قطاع غزة في ظل ما يتكبده من خسائر في الجنود والمعدات ويغيب استراتيجية لتحقيق ما يوصف بالنصر الكامل.

وقال المحلل الإسرائيلي آفي أشكنازي في تقرير نشرته صحيفة “معاريف” العبرية، إن الجيش الإسرائيلي على وشك “الغرق في وحل غزة”.

وأبرزت أشكنازي أنه “في شهر أغسطس الأسود قُتل 15 جندياً إسرائيلياً في معارك في غزة والشمال (الجبهة اللبنانية) وهذا هو ثمن حرب الاستنزاف”.

وأشار أشكنازي إلى أن “شهر أغسطس سيظل في الأذهان باعتباره أحد الأشهر الأكثر دموية”.

وانتقد الصحافي الإسرائيلي إصرار الحكومة الإسرائيلية على “الاحتفاظ بممر فيلادلفيا ومحور نتساريم، الذي يبقى نقطة خلاف رئيسية في المفاوضات الجارية” لوقف إطلاق النار في غزة.

وتابع أشكنازي: “كل قرار أمني له ثمن بالدم”، محذرا “قبل أن نغرق في الوحل، دعونا نتوقف لحظة، وعلى القيادة الإسرائيلية أن “تفكر في البدائل الأمنية لاستكمال المفاوضات، وإطلاق سراح الأسرى، ووقف إطلاق النار”.

مخاطر حرب الاستنزاف

تعكس تحذيرات أشكنازي تصريحات أشد خطورة سبق أن عبر عنها الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك في مقال نشر في صحيفة هآرتس الإسرائيلية في 22 أغسطس/آب.

وقال بريك، المعروف بتنبؤاته الدقيقة بشان حروب الاحتلال، إن الوضع خطير، وأن (إسرائيل) قد تواجه الانهيار خلال عام إذا استمرت حرب الاستنزاف الجارية ضد حركة حماس وحزب الله اللبناني.

وأضاف أن “(إسرائيل) تغرق أكثر فأكثر في وحل غزة، وتخسر ​​المزيد والمزيد من الجنود مع مقتلهم أو إصابتهم، دون أي فرصة لتحقيق الهدف الرئيسي للحرب: إسقاط حماس”.

وحذر الجنرال الإسرائيلي السابق من أن كل الاستراتيجيات السياسية والعسكرية الحالية تقود (إسرائيل) نحو الكارثة.

كما حذر من أن “البلاد تتجه بالفعل نحو حافة الهاوية. وإذا استمرت حرب الاستنزاف فإن (إسرائيل) سوف تنهار خلال عام على الأكثر”.

فاتورة قياسية للجنود القتلى

تظهر الإحصائيات الرسمية أن حرب الإبادة على غزة كبدت دولة الاحتلال الإسرائيلي فاتورة قياسية للجنود القتلى في تاريخها في وقت لا تزال المقاومة الفلسطينية صامدة وتشن عمليات بطولية بعد نحو 11 أشهر من القتال.

وبحسب آخر تحديث منشور على موقع الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء، بلغ عدد قتلاه منذ بداية حرب الإبادة على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 704 ضباط وجنود، بينهم 339 منذ الاجتياح البري للقطاع في 27 من الشهر نفسه.

فيما بلغ عدد المصابين من الضباط والجنود منذ بداية الحرب 4398، من ضمنهم 2262 منذ بدء الاجتياح البري، وفق البيانات ذاتها.

بالإضافة إلى ذلك، قُتل 21 جنديًا في المعارك مع حزب الله على الجبهة الشمالية، وسبعة آخرون في الضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

لكن هناك اتهامات داخلية بأن الجيش يخفي الحجم الحقيقي لخسائره، والتي يعتقد أنها أعلى من ذلك بكثير.

ومن المعروف أن قتلى الجيش الإسرائيلي الذين يدخلون في التصنيفات الـ5 الآتية لا يعلن عنهم: وهي ثنائي الجنسية ويسكن خارج فلسطين المحتلة وخارج دولة الاحتلال، والمرتزقة وثنائي الجنسية داخل دولة الاحتلال إذا قبل أهله التعويض إضافة للبدو والدروز، ويعلن رسميا فقط عن القتلى من المصنفين ثنائيي أو أحاديي الجنسية والمقيمين داخل دولة الاحتلال وأهلهم لا يقبلون التعويض.

وفي يوليو/تموز الماضي، كشفت القناة 12 الإسرائيلية، أن 20 ألف جندي إسرائيلي أصيبوا في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منهم 8298 مصنفين كمعاقين.

وفي 12 يوليو/تموز، وافقت الحكومة الإسرائيلية على قرار تمديد الخدمة العسكرية الإلزامية إلى ثلاث سنوات بسبب نقص الموظفين.

وسيتم عرض هذا القرار على الحكومة للموافقة عليه ومن ثم عرضه على الكنيست (البرلمان) للتشريع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى