الإعلام الأمريكي يحرض على مصر وسط ضغوط تهجير سكان غزة
تهديد متكرر بسلاح المساعدات الأمريكية

أطلقت وسائل إعلام أمريكية حملة تحريض على مصر وسط ضغوط محاولة تمرير الخطة الإسرائيلية الأمريكية الرامية إلى تهجير سكان قطاع غزة والقضاء على المقاومة الفلسطينية.
وجاءت حملة التحريض الإعلامية عقب تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف التي حذر فيها من سقوط النظام في مصر بسبب المصاعب الاقتصادية واستمرار الصراع في غزة.
وعنونت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مقالا مطولا لها “لقد حان الوقت لقطع المساعدات الأميركية لمصر”.
واتهمت الصحيفة القاهرة بأنها كثفت وجودها العسكري في شبه جزيرة سيناء منذ السابع من أكتوبر 2023، في انتهاك واضح لمعاهدة السلام مع “إسرائيل”، حيث انتشرت صور مؤخرًا تظهر صفوفًا من الدبابات في الصحراء.
وقالت الصحيفة إن “مصر لا تتواجد هناك لمواجهة دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي ستسحق مصر في أي مواجهة عسكرية تندلع بينهما لكن التهديد الذي تواجهه القاهرة ينبع من قطاع غزة، حيث تصر مصر على إبقاء حدودها مغلقة أمام اللاجئين، وهذا يضع المصريين في خلاف مع السياسة الأميركية”.
وكان الرئيس الأمريكي ترامب اقترح رؤية غير مسبوقة تسمح للفلسطينيين من غزة بنيل فرصة إعادة التوطين في أماكن أخرى الأمر الذي قوبل برفض فلسطيني وعربي شديد.
وتعد مصر ثاني أكبر متلقٍ للمساعدات العسكرية الأميركية بعد دولة الاحتلال، حيث تحصل على 1.5 مليار دولار، ما يشكل نحو ربع ميزانيتها العسكرية، وهذه المساعدات مستمرة وفقًا لاتفاقيات كامب ديفيد لعام 1979.
عنونت صحيفة واشنطن بوست بأن “الدبابات المصرية في سيناء تتحدى قرار ترامب وتهدف إلى منع الهروب من غزة”.
وزعمت الصحيفة أن النظام المصري يستخدم المساعدات الأمريكية لإحباط السياسات الأمريكية نفسها عبر إفشال خطة ترامب تهجير سكان قطاع غزة.
وادعت الصحيفة أن مصر تلعب دور المعرقل للحل في غزة وأن وجود غزة مزدهرة كما يتصورها ترامب سيكون، تذكيرًا مهينًا بفقر مصر.
وأشارت إلى أنه في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، جُمدت المساعدات لمصر لمدة عامين بعد تولي السيسي الحكم عبر انقلاب عسكري. إلا أن الرئيس المصري يبدو وكأنه لا يأخذ ترامب وخططه للمنطقة على محمل الجد.
وختمت الصحيفة في رسالة تهديد صريحة للقاهرة يبقى التساؤل: هل يمكن للسيسي أن يفترض أن ترامب سيواصل ضخ الأموال الأمريكية؟.
وقد حذرت الولايات المتحدة مصر من أنها ستخفض المساعدات العسكرية في عام 2026.
وقال مسؤول أمريكي إن مصر أُبلغت رسميا بأن الولايات المتحدة تعيد تقييم مساعداتها العسكرية، لكن لم يتم إبلاغها بشكل مباشر بأن أي خفض مستقبلي هو بمثابة مقايضة مقابل قبول مصر للنزوح القسري للفلسطينيين.
وتُخفّض إدارة ترامب المساعدات الخارجية حول العالم. حصلت مصر و”إسرائيل” على إعفاءات من تجميد المساعدات الأمريكية الخارجية لمدة 90 يومًا. كما حصلت دول عربية أخرى، مثل لبنان، على استثناءات في الأسابيع الأخيرة.
وفي مارس/آذار، نفذت إدارة ترامب خطة إدارة بايدن السابقة لتحويل 95 مليون دولار من المساعدات المخصصة للجيش المصري إلى القوات المسلحة اللبنانية.
وزار وفد من كبار المسؤولين المصريين السابقين واشنطن الشهر الماضي للقاء صناع القرار ومراكز الأبحاث، في محاولة لتعزيز موقف مصر لدى إدارة ترامب.
وقال مسؤولون أمريكيون ومصريون إن مسؤولين مصريين أبلغوا نظراءهم الأميركيين أن من مصلحة “إسرائيل” ومصر الحفاظ على المساعدات الأميركية، وأن المساعدات تشكل حجر الزاوية في اتفاقية كامب ديفيد التي أدت إلى معاهدة التطبيع مع تل أبيب عام 1979.