إدارة ترامب تحذر 60 جامعة أمريكية من عقوبات بسبب معاداة “إسرائيل”

أوردت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن كبار المسئولين في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذرت 60 جامعة أمريكية من عقوبات بسبب معاداة دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وجاء هذا التحذير بعد أن ألغت إدارة ترامب مئات الملايين من الدولارات المخصصة لجامعة كولومبيا، على خلفية ما تشهده الجامعة من تظاهرات مؤيدة لفلسطين معادية لدولة الاحتلال، واعتقال أحد قادة الاحتجاجات هناك.
وضمت القائمة خمسين جامعة موزعة بين ولايات تصوت للجمهوريين وأخرى للديمقراطيين، وشملت جامعات مرموقة من رابطة اللبلاب مثل براون وييل، وجامعات حكومية مثل جامعة ولاية أريزونا وجامعة تينيسي، بالإضافة إلى مؤسسات أصغر مثل كلية مولينبرغ في ألينتاون، بنسلفانيا، والتي تضم نحو 2000 طالب.
وقد استغل ترامب الاتهامات بمعاداة السامية كسلاح سياسي ضد الديمقراطيين خلال حملته الانتخابية، وواصل إعطاء الأولوية لهذه القضية من داخل البيت الأبيض.
ويأتي تحرك ترامب في وقت تتصاعد فيه الخلافات داخل الجامعات حول ماهية معاداة السامية، وما إذا كان ينبغي اعتبار الاحتجاجات ضد إسرائيل جزءًا منها، خاصة وأن العديد من المحتجين أنفسهم يهود.
والأسبوع الماضي، هدد ترامب بسحب التمويل من الجامعات التي تسمح بما وصفه بـ”الاحتجاجات غير القانونية”، دون أن يوضح المقصود تحديدًا بهذا المصطلح.
كما ألغت إدارته تمويلًا فيدراليًا بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا، متهمة الجامعة بـ”التقاعس عن مواجهة المضايقات المستمرة ضد الطلاب اليهود”. ولم توضح الإدارة ما إذا كان هذا القرار يستند إلى نتائج محددة من بين ثلاثة تحقيقات حول التمييز الديني كانت قد فتحت خلال الأشهر الـ14 الأخيرة من إدارة بايدن.
وبدلاً من ذلك، أبلغ فريق العمل الجديد المعني بمكافحة معاداة السامية التابع لترامب جامعة كولومبيا، بتاريخ 3 مارس، ببدء “مراجعة شاملة” لجميع عقودها ومنحها الفيدرالية، وتم الإعلان عن سحب التمويل بعد أربعة أيام فقط.
كما استندت الإدارة إلى قانون غامض لاعتقال ومحاولة ترحيل خريج حديث من جامعة كولومبيا كان قد قاد احتجاجات في الحرم الجامعي، رغم أن قاضيًا فدراليًا في مانهاتن أمر بعدم ترحيله مؤقتًا من الولايات المتحدة.
وخلال جلسة تثبيت تعيين وزيرة التعليم الجديدة، ليندا ماكماهون، الشهر الماضي، ضغط السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي، رئيس لجنة التعليم في مجلس الشيوخ، على ماكماهون بشأن كيفية معالجتها لـ”التراكم المتزايد” لقضايا التحقيق في معاداة السامية داخل الوزارة.
وفي ذلك الوقت، قالت ماكماهون إنها بحاجة لمزيد من المعلومات لفهم القضية. ولكن بعد أربعة أيام فقط من تثبيتها رسميًا، أعلنت الوزارة يوم الجمعة الماضي أنها ستعطي الأولوية لحل قضايا معاداة السامية.
ووفقًا لسجلات الوزارة، كان هناك تحقيقات نشطة في قضايا التمييز الديني داخل 40 من أصل 60 حرمًا جامعيًا، عندما تولى ترامب منصبه. وكانت معظم هذه القضايا قد فُتحت منذ أقل من 14 شهرًا آنذاك.
يُذكر أن قاعدة البيانات الإلكترونية الخاصة بالتحقيقات الفيدرالية في الجامعات لم يتم تحديثها منذ تولي ترامب منصبه في يناير، وقال متحدث باسم وزارة التعليم إنه لا يستطيع تقديم معلومات إضافية تتجاوز ما ورد في بيان الوزارة الصحفي.
وقالت ماكماهون في بيان يوم الاثنين إن التمويل الفيدرالي يُعد امتيازًا للجامعات، ويعتمد على “الالتزام الدقيق” بقوانين مكافحة التمييز.
وأضافت: “تشعر الوزارة بخيبة أمل عميقة لأن الطلاب اليهود الذين يدرسون في أرقى الجامعات الأميركية ما زالوا يخشون على سلامتهم وسط موجات متواصلة من معاداة السامية التي عطلت الحياة الجامعية بشكل كبير لأكثر من عام”.