تحليلات واراء

السلطة الفلسطينية ترد على خطة ترامب لترحيل سكان غزة بالخضوع والتآمر

بالخضوع والتآمر ضد المقاومة والبحث فقط عن دور يخرجها من حالة التهميش والعزلة سياسيا ميدانيا التي تعانيها منذ سنوات، ردت السلطة الفلسطينية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ترحيل سكان غزة إلى دول مجاورة.

فبدلا من مواقف جدية تعارض خطة ترامب وتشتبك معها سياسيا وقانونيا واتخاذ خطوات فعلية لتوحيد الموقف الفلسطيني، اتخذت سلطة التنسيق الأمني المقدس النهج المعتاد عليها.

إذ سارعت السلطة إلى عقد اجتماع سري مع ستيف ويتكوف مبعوث دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عرضت خلالها استعدادها “للصدام” مع حركة حماس والمقاومة إذا كان هذا هو الثمن اللازم للاستيلاء على السلطة في قطاع غزة.

وقال مصدر فلسطيني لموقع Middle East Eye البريطاني، إن خطة السلطة عُرضت يوم الثلاثاء الماضي على ستيف ويتكوف خلال اجتماع في الرياض مع حسين الشيخ الطامح بشدة لخلافة عباس على رأس السلطة.

ورغم أن الشيخ نشر على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء بيانا عن اجتماعه مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، فإنه امتنع عن أي إعلان بشأن اجتماعه مع مبعوث ترامب.

وبحسب ما نشره الموقع البريطاني بشكل حصري، تتضمن خطة السلطة الفلسطينية أن يحكم قطاع غزة لجنة أغلبيتها من خارج القطاع.

استهزاء أمريكي بالسلطة

قال مصدر فلسطيني إن اللقاء بين مبعوث ترامب والشيخ تم بتسهيل من المملكة العربية السعودية بناء على طلب السلطة، بعد أن رفض ويتكوف مقترحاتها للقاء في رام الله.

ولم تقابل خطة السلطة الفلسطينية إلا بالسخرية والاستهزاء من الولايات المتحدة الأمريكية.

فقد سحق مسؤول دفاعي أمريكي كبير تباهي السلطة أمام إدارة ترامب بأنها مستعدة للاشتباك مع حماس، وقال إن الأمر يبدو “وهميًا”، مضيفًا أنهم سيحتاجون إلى دعم عسكري وقوات من دول عربية أخرى أو مقاولين من القطاع الخاص.

وبحسب Middle East Eye أحرجت حماس دولة الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية على حد سواء بإظهار الدعم العلني الشعب لها في غزة وتنظيمها العسكري خلال عمليات تبادل الأسرى التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة على مدى الأسابيع القليلة الماضية.

فقد تحركت وحدات حماس العسكرية بحرية في غزة ونجحت في تأمين عمليات تبادل أسرى منظمة بشكل جيد أمام حشود فلسطينية مبتهجة، رغم أن هدف الحرب المعلن لإسرائيل كان القضاء على حماس.

وقد فرضت هذه المظاهرات ضغوطا هائلة على السلطة الفلسطينية، التي يعتبرها معظم الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة فاسدة ومتعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي.

أولويات السلطة ضد المقاومة فقط

تقاتل السلطة الفلسطينية بشدة حتى لا يتم تهميشها تماما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض. فمنذ أوائل ديسمبر/كانون الأول، كانت السلطة الفلسطينية تحاصر مخيم جنين للاجئين، وتهاجم عناصر المقاومة الفلسطينية.

ووصفت تهاني مصطفى، المحللة البارزة للشؤون الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية، الهجوم بأنه “مهمة انتحارية” ومحاولة أخيرة لإثبات أن السلطة الفلسطينية لا تزال قادرة على ممارسة القوة الصارمة.

وقالت مصطفى “إن السلطة الفلسطينية قلقة من أنه إذا كانت هناك إدارة جديدة في غزة وليست تابعة لها، فإن كل تمويلها سوف يتم توجيهه بعيدًا. ومخاوفهم النهائية هي أن مركز الثقل السياسي سوف ينتقل من الضفة الغربية إلى غزة، مما يتركهم في وضع حرج”.

وقد كان احتمال عودة السلطة إلى غزة في صميم خطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن لحكم غزة بعد الحرب، لكن ترامب لم يذكر السلطة الفلسطينية إلا بالكاد.

وقال مسؤول أميركي كبير سابق إن السلطة الفلسطينية من المرجح أن تواجه تحديًا صعبًا في الحصول على الدعم من إدارة ترامب.

وقد قدمت الولايات المتحدة مساعدات أمنية للسلطة الفلسطينية منذ تسعينيات القرن العشرين. وبعد الانتفاضة الثانية، أنشأت الولايات المتحدة مكتب التنسيق الأمني ​​الأميركي لتدريب قواتها الأمنية.

وفي حين يرتبط مكتب القدس المحتلة بوزارة الخارجية الأميركية، فإن وكالات الاستخبارات الأميركية ووزارة الدفاع لديها أكثر الاتصالات انتظاماً مع قوات السلطة الفلسطينية.

وبعد أن تخلت السلطة الفلسطينية عن المقاومة المسلحة لإسرائيل، لم تتمكن من التوصل إلى حل سياسي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، في حين اتسع نطاق المستوطنات غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية المحتلة.

وعندما تم توقيع اتفاقيات أوسلو، كان يعيش حوالي 250 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة. وقد ارتفع هذا العدد إلى ما يقرب من 700 ألف اليوم، بما في ذلك في القدس الشرقية المحتلة، والتي يتصورها كثيرون عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى