القصة في ارقام

أكثر من نصف مليون نازح عادوا إلى شمال غزة بلا خيارات مأوى قابلة للتطبيق

أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من نصف مليون نازح عادوا من جنوب قطاع غزة إلى محافظات الشمال منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية وبلا خيارات مأوى قابلة للتطبيق.

وذكر مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أنه منذ 27 يناير/كانون الثاني، ولليوم التاسع على التوالي، استمرت حركة السكان عبر قطاع غزة، لكنها تباطأت إلى حد كبير.

وتشير الإحصائيات الأممية إلى أنه حتى 3 فبراير/شباط، تم رصد أكثر من 565082 شخصًا يعبرون من جنوب غزة إلى شمالها، وقد شوهدت أغلبهم وهم يعبرون يومي 27 و28 يناير/كانون الثاني الماضي.

ويشمل هذا 60 في المائة من الرجال، و20 في المائة من النساء، و20 في المائة من الأطفال.

وتشمل الفئات الضعيفة التي تمت ملاحظتها النساء الحوامل أو المرضعات، وكبار السن، والأشخاص ذوي الإعاقة، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة أو يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة، والأطفال غير المصحوبين بذويهم.

وأبرز المكتب الأممي الوضع الإنساني شديد التدهور في شمال قطاع غزة نتيجة نقص الخدمات والدمار الهائل الذي لحق بالمنازل والمجتمعات في الشمال، مما ترك السكان بلا خيارات مأوى قابلة للتطبيق.

ونبه إلى أنه مع تقدير عدد النازحين داخلياً الذين عادوا إلى محافظتي غزة وشمال غزة بأكثر من نصف مليون شخص، تظل الحاجة إلى الغذاء والمياه والخيام ومواد المأوى في تلك المنطقة بالغة الأهمية.

ووفقاً لمجموعة المأوى، وعلى الرغم من دخول كمية كبيرة من الإمدادات منذ سريان وقف إطلاق النار، فقد أعطيت الأولوية للغذاء خلال الأسبوعين الأولين، مما حد بشكل كبير من دخول مساعدات المأوى.

أزمة إنسانية خانقة

أبرزت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، أن قطاع غزة يواجه أزمة إنسانية خانقة بسبب القيود المشددة التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول المساعدات الإنسانية، مما يضاعف معاناة السكان، خاصة النازحين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء ووسائل التدفئة.

وعلى الرغم من دخول نحو 8 آلاف شاحنة مساعدات منذ بدء التهدئة، إلا أن هذا الرقم يظل غير كافٍ لتلبية الاحتياجات المتزايدة لسكان القطاع، حيث يعيش أكثر من مليوني شخص في ظل حصار ممتد منذ سنوات.

وتحذر تقارير حقوقية من أن استمرار هذه القيود قد يؤدي إلى كارثة إنسانية، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تفتقر العائلات النازحة إلى المستلزمات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

ويشكو السكان من الارتفاع غير المسبوق في أسعار السلع الأساسية، إذ أصبح الحصول على المواد الغذائية والأدوية تحدياً يومياً وسط نقص الإمدادات واستمرار الحصار.

ولا يقتصر التضييق على منع دخول المساعدات إلى غزة، بل امتد أيضاً إلى الجمعيات الإغاثية الفلسطينية داخل الخط الأخضر، حيث تفرض سلطات الاحتلال الإسرائيلي قيوداً صارمة تهدف إلى منعها من جمع التبرعات وإيصال المساعدات إلى القطاع. وتشمل هذه القيود إجراءات قانونية وإدارية تعيق عمل الجمعيات وتحد من قدرتها على تنظيم حملات الإغاثة.

وتمثل هذه السياسة انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان، إذ تحرم المنظمات الإنسانية من أداء دورها في تخفيف معاناة المدنيين. كما يعكس هذا التضييق سياسة ممنهجة تهدف إلى خنق أي دعم إنساني لقطاع غزة، في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وفي ظل هذه الأوضاع المتردية؛ يتوجب على المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء القيود المفروضة على دخول المساعدات إلى غزة، وضمان وصول الإمدادات الإنسانية بشكل كافٍ ودون عوائق.

إن حرمان السكان من الغذاء والدواء والمساعدات الأساسية يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على ضرورة تسهيل وصول المساعدات إلى المدنيين في مناطق النزاع، وضمان الحد الأدنى من مقومات الحياة لهم.

وفي ظل استمرار هذه المعاناة، يبقى السؤال مطروحاً: إلى متى سيستمر التضييق على غزة، وهل ستتحرك الجهات الدولية لإنقاذ سكانها من الكارثة التي تلوح في الأفق؟.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى