
شهد شمال قطاع غزة تظاهرات تطالب بإنهاء الحرب، إلا أن حركة فتح استغلت الحدث لتوجيه المشاركين نحو الهجوم على المقاومة الفلسطينية.
وهذا الاستغلال لاقى إشادة من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي صرح أمام الكنيست: “رأينا مظاهرات كبيرة وعلنية ضد حكم حماس في قطاع غزة، وهذا تطوّر إيجابي”.
شاهد| نتنياهو يدعو للتظاهر ضد المقاومة في غزة
حراك فتح ضد المقاومة في غزة
ورغم أن بعض مطالب الجماهير جاءت مشروعة نتيجة المعاناة المستمرة من الحرب والنزوح، إلا أن فتح وعناصر من جهاز المخابرات التابع لماجد فرج سعت لتحويل التظاهرات إلى وسيلة تخدم أجندات الاحتلال.
وأدى ذلك إلى انسحاب عدد كبير من المواطنين بعدما لاحظوا التلاعب بمطالبهم.
تنسيق مسبق بين المخابرات الفلسطينية والاحتلال
ولم يكن من قبيل الصدفة أن يندس عناصر المخابرات الفلسطينية في مسيرة عفوية تطالب بوقف العدوان.
بل تشير تقارير إلى وجود تنسيق مسبق بين رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية ماجد فرج والجيش الإسرائيلي، حيث استمرت عمليات التحريض لأسابيع قبل تنفيذ الخطة.
دعم إعلامي واسع من الاحتلال وأدواته
وبمجرد بدء التظاهرات، سارعت شخصيات إسرائيلية مثل أفيخاي أدرعي وإيدي كوهين، إلى الترويج لها عبر وسائل الإعلام العبرية ومنصات السلطة الفلسطينية.
كما استغلت قنوات إعلامية محسوبة على حركة فتح وبعض النشطاء في الخارج، مثل لندن وبرلين، لتكثيف التحريض ضد المقاومة.
التمهيد لمخططات التهجير ونزع السلاح
ويرى مراقبون أن هذا الحراك يمهد الطريق لمزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، حيث يُنظر إليه كوسيلة ضغط إضافية تدعم الرواية الإسرائيلية الداعية لنزع سلاح المقاومة وتهجير سكان غزة.
وفي السياق، طرحت الأكاديمية انتصار العواودة عدة تساؤلات حول دور الحسابات المشبوهة التابعة لحركة فتح في التحريض ضد الفلسطينيين، مما أدى إلى اغتيال الاحتلال للعديد منهم.
وأشارت إلى أن هذه الحملات تكرس الرواية الإسرائيلية بشكل غير مسبوق.
وقالت العواودة في منشور لها: “في 1987، حين انطلقت المقاومة، قالوا إنها صناعة إسرائيلية، واليوم، نجدهم يروجون لنفس الرواية مع الاحتلال! هل كانت هذه مجرد أمنيات بنهايتها؟”.
وتساءلت: “لماذا نجد هؤلاء وأفيخاي أدرعي وإيدي كوهين يرددون العبارات ذاتها؟ هل كانت المقاومة حقًا صنيعة إسرائيل أم أن الاحتلال يسعى للقضاء عليها بكل الطرق؟”.
التحريض الإلكتروني
ونشطت حسابات مرتبطة بحركة فتح والسلطة الفلسطينية في نشر معلومات حساسة حول مسؤولي العمل الحكومي في غزة، مما أدى إلى استهدافهم واغتيالهم مع عائلاتهم.
ووفقاً لمتابعين، يستخدم الاحتلال هذه المعلومات لتبرير عملياته، مستشهداً بالمحتوى المنشور من قبل هؤلاء المحرضين.
وواجهت الحسابات التي تشارك في هذه الحملات انتقادات واسعة من قبل النشطاء الفلسطينيين، حيث وصفوها بأنها “كتيبة إضافية في جيش الاحتلال”، معتبرين أن أصحابها يروجون لمبررات الاحتلال في جرائمه ضد المدنيين.