
في موقف ليس بالجديد، اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، بالمسؤولية عن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي بيان رسمي صدر عنه، قال عباس:”على حماس الكف عن إعطاء إسرائيل أعذاراً للاستمرار في هجومها على قطاع غزة”.
كما دعا الحركة إلى “تحمل مسؤولياتها، والالتزام بالموقف الفلسطيني الرسمي والمبادرات العربية، والتوقف عن اتخاذ قرارات غير مسؤولة”، على حد وصفه.
تجاهل واضح لدور الاحتلال ونتنياهو
وجاءت تصريحات عباس في وقت تؤكد فيه تقارير دولية وتصريحات لمسؤولين عالميين – وحتى من داخل إسرائيل – أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هو من أفشل اتفاق وقف إطلاق النار، بهدف إنقاذ حكومته مع نهاية الشهر الماضي وتمرير الميزانية، وإرضاء الوزير المتطرف إيتمار بن غفير.
ورغم هذا، استمر عباس في توجيه سهامه للمقاومة، متهماً إياها بالتسبب في الجرائم الإسرائيلية عبر ملف الأسرى، وقال:”الاحتلال يستغل قضية الأسرى الإسرائيليين لارتكاب مزيد من المجازر، وآخرها مجزرة مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني الذين قُتلوا بشكل متعمد”.
عباس يتهم المقاومة بمسؤولية الحرب
وفي خضم العدوان المتواصل على غزة، يواصل مسؤولو السلطة الفلسطينية تحميل المقاومة مسؤولية الجرائم، بل والمضي في محاولات لشق الصف الفلسطيني وإضعاف موقفه التفاوضي، وفق مراقبين.
وقد عمدت أجهزة الأمن التابعة للسلطة إلى استغلال حاجة الأهالي لوقف إطلاق النار، بإرسال عناصرها للمشاركة في تظاهرات شعبية، ورفع شعارات ضد المقاومة.
التنسيق الأمني على حساب الشرعية
وصرّح الباحث السياسي محمد غازي الجمل بأن السلطة الفلسطينية اختارت منذ زمن أداء الوظيفة الأمنية دون اعتبار للمصلحة الوطنية، وهو ما أدى إلى تراجع شعبيتها بشكل كبير، بحسب استطلاعات الرأي العام.
وأشار إلى أن السلطة، وسط استمرار عدوان الاحتلال على الضفة الغربية وتجريف المخيمات، باتت أقرب إلى المنظومة الأمنية الإسرائيلية، تتلقى منها الحماية والغطاء السياسي في ظل قبول اليمين المتطرف.
تنسيق أمني ممنهج مع الاحتلال في الضفة
من جهته، قال إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة “فيميد للإعلام”، إن هناك تعاونًا أمنيًا منهجيًا بين أجهزة السلطة والاحتلال، يشمل تنفيذ بعض الاعتقالات بطلب مباشر من الجانب الإسرائيلي، بهدف الحفاظ على الهدوء في الضفة ومنع التفاعل مع غزة.
وأوضح أن أجهزة أمن السلطة تعمل على ملاحقة واعتقال أي شخص يبدي تضامنًا مع المقاومة، ما يثير تساؤلات حول الفائدة التي تجنيها السلطة من هذه الممارسات.
وأضاف:”السلطة لا تجني فعليًا أي مكاسب من هذا التعاون، سوى المزيد من الارتهان والتورط في الالتزامات الأمنية مع الاحتلال”.
وأكد أن هذا الدور الأمني الذي تلعبه السلطة جعلها أقرب إلى دور الحارس منه إلى الممثل الوطني، وهو ما يعمق أزمتها الداخلية ويزيد من فقدان الشارع لثقته بها.