
أكد القيادي في حركة فتح، جبريل الرجوب، أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد يكون آخر رئيس فلسطيني يتمسك بحل الدولتين ويرفض المقاومة المسلحة كوسيلة لتحقيقه.
وفي مقابلة مع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أوضح الرجوب أن عباس هو آخر رموز الحركة الوطنية الفلسطينية الذين يؤمنون بإمكانية تحقيق مصالحة تاريخية مع الاحتلال الإسرائيلي وفق مبدأ حل الدولتين، ويرفض سفك الدماء كخيار للوصول إلى هذا الهدف.
المرشح المحتمل لخلافة عباس
ويعد جبريل الرجوب، الأمين العام لحركة فتح، أحد أبرز الأسماء المطروحة لخلافة عباس، نظراً لمنصبه السابق في قيادة الأجهزة الأمنية وعلاقاته القوية داخل الحركة.
وأشار الرجوب إلى أن فتح ومعظم الفصائل المنضوية تحت مظلة منظمة التحرير لا تزال تدعم حل الدولتين، لكنه أعرب عن شكوكه في أن يكون هناك أي قائد فلسطيني مستقبلي يمتلك “شجاعة” عباس لإبرام معاهدة سلام.
حرص على البقاء في المشهد
ومن النادر أن يوجه قادة منظمة التحرير الفلسطينية انتقادات مباشرة لعباس، لكن إشادة الرجوب به في مقابلة مع وسيلة إعلامية ناطقة بالإنجليزية تعكس رغبته في الحفاظ على موقعه داخل المشهد السياسي الفلسطيني.
ورغم عدم تحديد موعد للانتخابات وعدم تسمية عباس لخليفة رسمي، إلا أن الرجوب يُعتبر من الأسماء المطروحة بقوة، خاصة أنه يحظى بمكانة مرموقة داخل حركة فتح وعلاقات مع فصائل أخرى.
وتحدث الرجوب عن إمكانية دمج حماس في النظام السياسي الفلسطيني، لكنه شدد على أن ذلك مشروط بقبولها التزامات منظمة التحرير، بما يشمل الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن الكفاح المسلح لصالح ما أسماه بـ”اللاعنف كخيار استراتيجي”.
كما ندد الرجوب بعملية السابع من أكتوبر، مشيراً إلى أن “أبرياء، بمن فيهم نشطاء سلام ونساء وأطفال، قتلوا في ذلك اليوم”، لكنه أقر بأن الصراع لم يبدأ حينها، بل هو نتيجة لعقود من “القتل، وهدم المنازل، وتوسيع المستوطنات، والإذلال” الذي يتعرض له الفلسطينيون.
تصاعد الكراهية لإسرائيل في الغرب
ولفت الرجوب إلى أن تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية، خصوصاً في ظل حكومة بنيامين نتنياهو، أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في موجات العداء لإسرائيل، ليس فقط في العالم العربي، ولكن حتى في الدول الغربية.
وقال: “الإسرائيليون يُطلب منهم الآن خلع الكيبا (غطاء الرأس اليهودي) عند السفر إلى الخارج، هل هذا ما يريدونه؟”.
إصلاحات السلطة والفساد السياسي
حول الإصلاح السياسي في ظل هيمنة عباس على كافة مفاصل السلطة، أقر الرجوب بضرورة الإصلاحات، مؤكداً أنها “في مصلحة الشعب الفلسطيني”، مشدداً على ضرورة إجراء الانتخابات.
ورغم أنه لم يُجرِ الفلسطينيون انتخابات منذ أكثر من 20 عاماً، إلا أن الرجوب اعتبر أن أي دولة فلسطينية مستقبلية يجب أن تكون قائمة على أسس الديمقراطية والتعددية السياسية، في ظل “سلطة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد”.
وفي رد على الانتقادات الموجهة للسلطة بسبب الفساد، قال الرجوب: “قد يكون هناك فساد، لكن مقارنة ببيبي (نتنياهو) ومافياته، فساد السلطة مجرد روضة أطفال”.
وأشار الرجوب إلى انعدام الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مؤكداً أن كل طرف لديه أسبابه، ما يستدعي تدخلاً من طرف ثالث لتحريك المياه الراكدة.
وقال: “يجب أن لا نفقد الأمل، يجب أن لا نتخلى عن هدف الاعتراف المتبادل”.
وأضاف: “استنتاجي أنه من دون احتواء مخاوف الإسرائيليين العقلانية… لا يمكنني تحقيق تطلعاتي الوطنية”.
وعند سؤاله عن شكل اتفاق الأسرى الذي قد يدعمه، أكد الرجوب ضرورة أن يكون الاتفاق شاملاً، بحيث يتم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل جميع الأسرى الإسرائيليين، من أجل “فتح صفحة جديدة”.