السلطة الفلسطينية تُغيب السفارات والجاليات عن دعم غزة حتى لو ثقافيا

تُغيب السلطة الفلسطينية السفارات والجاليات حول العالم عن دعم غزة حتى لو ثقافيا في خضم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عام ونصف وتصاعد العدوان الشامل في الضفة الغربية المحتلة.
ويبرز مراقبون أن الشلل والتواطؤ باتا يسيطران على أداء السفارات والحالية الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية وحركة فتح حتى تحولتا إلى فعل هامشي في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
أحدث صور ذلك ما برز خلال افتتاح معرض روسيا الدولي ال 137 تحت عنوان “فلسطين في قلوبنا بقصر الثقافة بمقاطعة “كايبتسكي” بجمهورية تترستان الروسية.
والفعالية التي جذبت مسئولين ونشطاء روس برز خلالها غياب سفير السلطة الفلسطينية في موسكو عبد الحفيظ نوفل أو أي من ممثلي الجالية الفلسطينية في روسيا والدول المجاورة فيها والتي تسيطر عليه حركة فتح.
خلال الفعالية الرمزية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، حملت فتيات روسيا علم فلسطين، وطفن به على خشبة مسرح قصر الثقافة بمقاطعة “كايبتسكي” وهن يرتدين الملابس الوطنية الفلسطينية، عارضين اياها بشكل أنيق أمام القائم بأعمال حاكم المقاطعة وحكومتها وضيوفها وممثلي شعوبها من كافة الأطياف.
كل هذا حدث أثناء افتتاح معرض روسيا الفني الدولي التضامني مع الشعب الفلسطيني الـ 137 “فلسطين في قلوبنا”، وذلك بعد اختفاء جميع أفراد الجالية الفلسطينية والجاليات العربية في ظروف غامضة وغير معلومة.
وعلى الرغم من المشاهد المروعة من الدماء والأشلاء والدمار في غزة، لم تحرك 94 بعثة دبلوماسية تشمل سفارات وقنصليات السلطة الفلسطينية حول العالم، ساكنًا أو تدافع عن الرواية الفلسطينية، يبدو أن سفارات السلطة في حالة سبات عميق وغياب تام عن القيام بدورها في فضح جرائم الاحتلال.
وندد الناشط الفلسطيني عمر عساف بتساوي السلطة بين الاحتلال والمقاومة، مطالبًا السلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال والانسحاب من الاتفاقيات التي تصب في مصلحة الاحتلال.
كما أكد على ضرورة إطلاق سراح المقاومين الذين تعتقلهم السلطة، والتوجه إلى حشد التضامن الدولي من خلال تفعيل دور الممثليات والسفارات.
بدوره انتقد صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، غياب استراتيجية ملاحقة الاحتلال على جرائمه، لا سيما في حرب الإبادة الجماعية ضد غزة.
كما أشار إلى قصور السلطة الفلسطينية في رفع الدعاوى ضد الاحتلال أمام محكمة الجنايات الدولية، مُوضحًا أن 10 دول فقط أحالت الوضع في غزة إلى المحكمة دون أن تكون السلطة الفلسطينية من بينها.
ووفقًا لدراسة صادرة عن ائتلاف أمان، فإن العاملين في السلك الدبلوماسي الفلسطيني يتقاضون رواتب ضخمة تصل إلى 13.9 ألف شيقل للسفير، إضافة إلى علاوات ضخمة، في وقت تعاني فيه الأراضي الفلسطينية من انتهاكات حقوق الإنسان.
والعديد من هؤلاء الدبلوماسيين يُتهمون بالتورط في قضايا فساد، تهريب، والتخابر مع الاحتلال، بينما يتجاهلون مهمة دعم المقاومة الفلسطينية.
ورغم تصاعد الهجمات الإسرائيلية على غزة، لم تترجم سفارات السلطة الفلسطينية موقفًا قويًا على الساحة الدولية لوقف الجرائم، مما أثار تساؤلات عن دور السلطة في حماية حقوق الفلسطينيين وإيجاد موقف عالمي موحد ضد الاحتلال الإسرائيلي.