تتعرض أجهزة أمن السلطة الفلسطينية لانتقادات واسعة بسبب تصاعد ممارساتها ضد المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، خاصة في جنين ومخيماتها.
ويتهم ناشطون وفصائل فلسطينية السلطة بالانحراف عن دورها الوطني والانخراط في ممارسات تهدد النسيج الاجتماعي وتخدم مصالح الاحتلال الإسرائيلي.
السلطة تقضي على المقاومة
قال الناشط السياسي مروان القبلاني إن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية تعمل على “القضاء على كل من يحاول حماية الفلسطينيين من جرائم الاحتلال ومستوطنيه”.
وأكد أن ممارسات السلطة تأتي في وقت تتصاعد فيه اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية لا تؤدي واجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، بل تحارب المقاومة وتسعى إلى زج المقاومين في السجون.
وأشار القبلاني إلى أن هذه الممارسات تتطلب موقفًا واضحًا من الشعب الفلسطيني وفصائله ومؤسساته، داعيًا لضرورة التحرك لوقف هذه الانتهاكات.
سلاح المقاومة
من جانبها، وصفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممارسات السلطة بأنها “نهج مدمر يخدم الاحتلال”.
وقالت الجبهة في بيان لها إن الأجهزة الأمنية تلاحق المقاومين وتعتقلهم، بل وصل الأمر إلى إطلاق النار عليهم بشكل متعمد، كما حدث في مدينة جنين.
وأكدت الجبهة أن “السلاح الفلسطيني يجب أن يوجه نحو العدو الصهيوني فقط”، مشددة على أن المساس بسلاح المقاومة أمر مرفوض وطنيًا وشعبيًا.
وطالبت القوى الوطنية والفصائل بضرورة التدخل العاجل لاحتواء هذه الأحداث قبل أن تتوسع، خاصة في ظل الظروف المصيرية التي تمر بها القضية الفلسطينية.
ممارسات السلطة
واتهم مدير مجموعة “محامون من أجل العدالة”، الحقوقي مهند كراجة، أجهزة أمن السلطة بتهديد الأمن والسلم الأهلي في الضفة الغربية.
وقال كراجة إن الحملة الأمنية التي تستهدف جنين وملاحقة المقاومين وقتل الشاب ربحي شلبي “أمر مؤسف”، محذرًا من تداعيات هذه الممارسات على النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وأكد كراجة أن هذه الأفعال تُمثّل انتهاكًا وطنيًا وحقوقيًا، مشيرًا إلى أنها تخدم الاحتلال بشكل مباشر.
ودعا إلى تشكيل لجان تحقيق مستقلة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الحوادث، بالإضافة إلى تدخل عاجل من الجهات الحقوقية لوقف ما وصفه بـ”جرائم السلطة”.
مطالب بتوحيد الصف الوطني
في ظل هذه الأحداث، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى تبني موقف وطني موحد يضغط على قيادة السلطة لوقف ما وصفته بـ”النهج المدمر”.
وشددت على أهمية دعم المقاومة الفلسطينية والتصدي للاحتلال في هذه المرحلة المصيرية، التي تشهد تصاعدًا في الحرب ضد الشعب الفلسطيني وتسارع عمليات التهويد في الضفة الغربية.
وتتصاعد الدعوات الشعبية والحقوقية لوقف ممارسات أجهزة أمن السلطة التي يرى مراقبون أنها تزيد من تعقيد الوضع الفلسطيني الداخلي.
وفي ظل الظروف الراهنة، يبقى الحفاظ على وحدة الصف الوطني ودعم المقاومة أمرًا ضروريًا لمواجهة التحديات التي تهدد القضية الفلسطينية.