“إسرائيل” تغطي على إهانة استخباراتها باغتيالات انتقامية
تعرضت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وما روجت إليه من صورة أسطورية إلى إهانة بالغة عقب عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.
وعبر عمليات اغتيال انتقامية تحاول الحكومة الإسرائيلية التغطية على الخزي والفشل غير المسبوق لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وتلطخ صورة الردع التي عملت لعقود من أجل تكريسها في المنطقة.
ونفذت دولة الاحتلال عمليتي اغتيال استهدفتا رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية خلال تواجده في طهران، والقيادي البارز في حزب الله اللبناني فؤاد شكر في بيروت.
لكن عمليات الاغتيال المزدوجة تُعتبر بالفعل من قبل المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين نوعًا من الفداء — وتحذيرًا صارمًا للمنطقة بأن المزيد من الحساب قد يكون قادمًا.
قال يعقوب عميدور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “بعد صدمة هجوم 7 أكتوبر، بدأت (إسرائيل) ببطء في استعادة الأرض التي فقدتها”.
خطأ تقدير رد الفعل
ولطالما كانت عمليات الاغتيال جزءًا من أساليب دولة الاحتلال الإسرائيلي لعقود.
قُتل العلماء النوويون الإيرانيون في شوارع طهران، واستهداف قيادات المقاومة الفلسطينية بالهجمات بالطائرات بدون طيار أو الغارات الجوية بالطائرات الحربية.
لتنفيذ عمليات الاغتيال تستخدم دولة الاحتلال مزيجًا من برامج المراقبة بتقنية التعرف على الصوت، والذكاء الاصطناعي، والعملاء على الأرض لتحقيق نتائج قاتلة.
لكن رغم قدرات “إسرائيل” في مجال الاستهداف لقيادات فصائل المقاومة، أثبتت عمليات الاغتيال على مدى العقود أنها حل قصير الأمد في أفضل الأحوال، وغالبًا ما تكون عبئًا استراتيجيًا.
وعمليات الاغتيال الأخيرة ضد هنية وشكر تهدد بالفعل بدفع الشرق الأوسط نحو حرب شاملة، مع تعهد إيران وحزب الله بالانتقام من القتل.
قال إميل هوكايم، مدير الأمن الإقليمي في معهد الدراسات الاستراتيجية الدولية “بشكل أساسي، يمكن للإسرائيليين قتلك في أي مكان وفي أي وقت، لكن السؤال الذي يجب أن نجيب عليه هو حول المخاطر”.
وأشار دبلوماسي إلى أن “إسرائيل” أخطأت في كثير من الأحيان في تقدير كيفية رد فعل أعدائها، مضيفا “هم يراهنون على أنهم يمكنهم القيام بذلك دون حرب شاملة “لكنها خط رفيع”.
المصدر/ فايننشال تايمز