انتعاش شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية وسط حرب الإبادة في غزة
سجلت شركات تصنيع الأسلحة الإسرائيلية أعلى إيرادات لها على الإطلاق في العام الماضي، بحيث تصدرت سوق الشرق الأوسط مع وصول المبيعات إلى مستويات غير مسبوقة مدفوعة بحرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وقال معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام إن الإيرادات الإجمالية لتلك الشركات زادت بنسبة 15 في المائة سنويا إلى 13.6 مليار دولار العام الماضي، مما وضع البلاد في المرتبة الثامنة على مستوى العالم من حيث إجمالي حصة إيرادات الأسلحة.
وذكر معهد ستوكهولم أن هذا يمثل نحو 2.2 في المائة من إجمالي الإيرادات البالغة 632 مليار دولار التي حققتها شركات صناعة الأسلحة العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 4.2 في المائة على أساس سنوي. وكانت تركيا الدولة الوحيدة الأخرى من المنطقة التي كانت ممثلة في القائمة.
ويعرف المعهد الدولي، إيرادات الأسلحة بأنها تلك الناتجة عن مبيعات السلع والخدمات العسكرية للعملاء العسكريين محليًا وخارجيًا.
وسجلت شركة إلبيت سيستمز الإسرائيلية، التي احتلت المركز 27، زيادة سنوية في الإيرادات بنسبة 14 في المائة إلى 5.4 مليار دولار، بعد تأمين نحو 900 مليون دولار من العقود المحلية ذات الصلة بالجيش بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وذكرت شركة “إسرائيل” لصناعات الطيران والفضاء، التي جاءت في المركز 34، أن العام الماضي كان قياسيا، بحيث ارتفعت الإيرادات بنسبة 15 في المائة إلى 4.5 مليار دولار.
في حين قالت شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة، التي جاءت في المركز 42، إن الإيرادات نمت بنسبة 16 في المائة إلى 3.7 مليار دولار، حيث عززت الشركتان إنتاجهما من الأسلحة والأنظمة الجديدة للجيش في البلاد.
وتقول شركة “إسرائيل” للطيران والفضاء إنها تعمل في أسواق متنوعة على مستوى العالم، في حين تشمل قائمة عملاء رافائيل 20 دولة عضو في حلف شمال الأطلسي، بدعم من 30 شركة تابعة ومشاريع مشتركة، وفقًا لمواقعها على الإنترنت. وقد حصلت شركة إلبيت على عقود من عدد من البلدان.
قال دييجو دا سيلفا، الباحث البارز في معهد ستوكهولم لأبحاث السلام وأحد مؤلفي التقرير: “شهد أكبر منتجي الأسلحة في الشرق الأوسط ضمن أكبر 100 شركة ارتفاع إيراداتهم من الأسلحة إلى مستويات غير مسبوقة في عام 2023، ويبدو أن النمو سيستمر”.
فبالإضافة إلى تحقيق عائدات قياسية من الأسلحة في العام الماضي، فإن منتجي الأسلحة الإسرائيليين يسجلون المزيد من الطلبات مع استمرار الحرب في غزة، التي دخلت للتو عامها الثاني.
ولم يأخذ تقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام في الاعتبار أي تأثيرات محتملة للصراعات الأخرى التي خاضتها إسرائيل مع إيران ولبنان، والتي بدأت في إبريل/نيسان وأكتوبر/تشرين الأول على التوالي.
وظلت الولايات المتحدة الدولة الأولى في العالم في تصنيع الأسلحة، حيث حققت 41 شركة من أكبر اقتصاد في العالم مجتمعة إيرادات بلغت 317 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 2.5 في المائة على أساس سنوي، حسبما ذكر معهد ستوكهولم.
وظلت شركة لوكهيد مارتن الرائدة في الصناعة في المرتبة الأولى، على الرغم من انخفاض إيراداتها بنسبة 1.6 في المائة – وهو الانخفاض السنوي الثالث على التوالي – إلى 60.8 مليار دولار.
وقد أعطى هذا لواشنطن حصة سوقية قوية بلغت 50%، متقدمة بشكل كبير على الصين التي جاءت في المركز الثاني، حيث بلغت حصتها من سوق إيرادات صناعة الأسلحة 16%، وتضم تسع شركات صينية ارتفعت إيراداتها بنسبة 0.7% إلى 103 مليار دولار في العام الماضي.
وجاءت المملكة المتحدة في المركز الثالث بحصة سوقية بلغت 7.5%، حيث حققت سبع شركات من بين أكبر 100 شركة إيرادات بلغت 47.7 مليار دولار. وهذا جزء من 27 شركة أوروبية، ارتفعت إيراداتها بشكل طفيف بنسبة 0.2% إلى 199 مليار دولار، وهو ما يمثل 21% من إجمالي أكبر 100 شركة.
وحلت فرنسا وروسيا في المرتبة التالية بحصة سوقية بلغت 4% لكل منهما. وكانت روسيا، على وجه الخصوص، تضم شركتين فقط – روستك ويو إس سي – ولكنها حققت مجتمعة إيرادات بلغت 25.5 مليار دولار العام الماضي، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 40% على أساس سنوي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى حرب روسيا مع أوكرانيا، التي تقترب من عامها الثالث في فبراير.
ويُعَد الإنفاق العسكري عنصراً بالغ الأهمية خاصة بالنسبة للاقتصادات الكبرى لضمان أمنها الوطني ونفوذها في الشؤون الدولية.
وقد ارتفع هذا الإنفاق للعام التاسع على التوالي العام الماضي ليصل إلى مستوى قياسي بلغ 2.443 تريليون دولار، وفي جميع المناطق الجغرافية الخمس التي حددها المعهد لأول مرة منذ عام 2009.