شهدت الجامعات الأمريكية تصاعدًا في موجة القمع ضد الاحتجاجات الطلابية على خلفية حرب إسرائيل على غزة، حيث تعرض العديد من الطلاب للتهديدات والإجراءات التأديبية بسبب مشاركتهم في أنشطة تدعم القضية الفلسطينية.
وفي جامعة كيس ويسترن ريزيرف بكليفلاند، تم اعتقال أربعة طلاب بتهم التخريب الجنائي، وذلك بعد احتجاجات عنيفة ضد الصراع المستمر في غزة، فيما وصف المسؤولون الجامعيون الكتابة على الجدران بأنها “معادية للسامية”، بحسب موقع “إنترسبت”.
الجامعات الأمريكية
وتستمر الجامعات الأمريكية في ملاحقة الطلاب الناشطين ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم توثيق حالات عدة لطلاب تعرضوا للإيقاف والتحقيقات التأديبية بسبب أنشطتهم الداعمة لفلسطين.
وفي جامعة كيس ويسترن، تم إيقاف يوسف خلف، رئيس فرع “طلاب من أجل العدالة في فلسطين”، عن الدخول إلى الحرم الجامعي حتى ربيع عام 2026، بتهمة “السلوك الترهيبي” بسبب هتافه “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة”.
وعبر خلف عن استيائه من معاملة إدارة الجامعة له بشكل مختلف عن غيره من المحتجين.
ومع استمرار حرب إسرائيل على غزة، تصبح الجامعات ساحة لصراع حول حرية التعبير والاستقلال الأكاديمي، حيث يواجه الطلاب وأعضاء هيئة التدريس عقوبات بسبب نشاطاتهم المؤيدة لفلسطين.
وفي العديد من الجامعات، بما في ذلك جامعة كاليفورنيا، إيرفين وجامعة ميريلاند، رفع الطلاب دعاوى قضائية ضد الإجراءات التأديبية التي اعتبروا أنها تهدف إلى تقييد حرياتهم المدنية.
حرية التعبير
وفي هذا السياق، يشير المحامون والطلاب إلى أن الجامعات تستخدم العقوبات كأداة لمراقبة الناشطين ضد إسرائيل وكبح احتجاجاتهم.
بينما تتبنى الجامعات مواقف متناقضة بين دعم حرية التعبير من جهة، وتقييد الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين من جهة أخرى، وهو ما أثار قلقاً واسعاً بشأن تأثير ذلك على المناخ الأكاديمي في الولايات المتحدة.
ومن جانبه، أكد المحامي توماس هارفي، الذي يمثل الطلاب في دعوى ضد جامعة كاليفورنيا، إيرفين، أن الجامعات تستخدم أي وسيلة لمنع الطلاب من الاحتجاج على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمولها الشركات الكبرى التي تتعاون مع هذه الجامعات.
وتستمر هذه المعركة في الجامعات الأمريكية، بين الطلاب والإدارات، حيث يرى الناشطون أن القمع الذي يواجهونه ليس سوى جزء من استراتيجية أوسع لإسكات الأصوات المناهضة للحرب وتقييد الحق في التعبير.