استمرار الخروقات الإسرائيلية الصارخة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة

تستمر الخروقات الإسرائيلية الصارخة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة لإنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.
وأطلقت حركة حماس يوم السبت، سراح ستة أسرى إسرائيليين، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في مرحلته الأولى، فيما من المتوقع أن تعود جثث أربعة أسرى يوم الخميس المقبل لإتمام عملية إطلاق سراح جميع الأسرى الـ33 كجزء من المرحلة الأولى من الاتفاق.
وكان من المقرر أن تطلق السلطات الإسرائيلية سراح أكثر من 600 أسير ومعتقل فلسطيني في المقابل. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر بعد اجتماع مع عدد من كبار الوزراء تأجيل إطلاق سراحهم ردا على ما قال إنها انتهاكات من جانب حماس بما في ذلك “المراسم المهينة” لتسليم الأسرى الإسرائيليين.
وأكد موقع Axios الأمريكي أن نتنياهو اتخذ قراره خلافا لتوصية قادة أجهزة الأمن الإسرائيلية الذين حذروا من أن التأخير في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين قد يؤدي إلى عدم قيام حماس بإعادة جثث الأسرى الأربعة المتبقية كما كان مخططا له يوم الخميس.
وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، والتي تتضمن ثلاث مراحل تمتد كل منها 42 يوما، مع اشتراط التفاوض على المرحلة التالية قبل انتهاء المرحلة الجارية.
وقد دأب نتنياهو على خرق وقف إطلاق النار في غزة منذ اللحظة الأولى لدخوله حيز التنفيذ، في محاولة للإفلات من استحقاقات الاتفاق.
واتخذ نتنياهو سلسلة من القرارات التي عُدت مماطلة في تنفيذ نصوص الاتفاق، وتمهيدا للتملص منه، لاعتبارات يقول محللون إسرائيليون إنها حزبية وذات علاقة باستمرار نتنياهو السياسي في منصبه؛ رئيسا للائتلاف الحكومي المشكل من اليمين المتطرف.
تأخير بدء وقف إطلاق النار
استهل بنيامين نتنياهو مسلسل المماطلة وخرق اتفاق النار مبكرا حين أرجأ دخوله حيز التنفيذ لأكثر من ثلاث ساعات، فرغم إعلان الوسيط القطري أن وقف العمليات العسكرية وإطلاق النار يبدأ عند الساعة الـ08:30 بالتوقيت المحلي في غزة، إلا أن جيش الاحتلال لم يلتزم، ولاحقا أعلن مكتب نتنياهو موعدا مختلفا عند الساعة الـ11:15.
تسبب هذا الخرق في استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، بعد أن بدأ الأهالي منذ ساعات الصباح الأولى بالعودة إلى منازلهم المدمرة وأحيائهم المهدمة، لتقابلهم قنابل ورصاص الاحتلال.
وقد عطلت حكومة الاحتلال عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، والتي كانت مقررة في اليوم السابع من بدء وقف إطلاق النار، أي بتاريخ الـ 25 من الشهر الماضي.
وادعت حكومة الاحتلال حينها أن حركة حماس خرقت بنود وقف إطلاق النار بعدم الإفراج عن أسيرة تدعى “أربيل يهود” ضمن الدفعة الثانية من تبادل الأسرى.
وتذرعت سلطات الاحتلال بأن الأسيرة يهود مدنية، وأن الاتفاق ينص على الإفراج عن المدنيات قبل العسكريات، لكن المقاومة في غزة قالت إن يهود مجندة، وكانت قد أسرت من كيبوتس نير عوز خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وبعد يومين، أي صبيحة الـ27 من الشهر نفسه، سمحت قوات الاحتلال بعودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، عقب تعهد المقاومة بإطلاق سراح الأسيرة الأسيرة المذكورة، لكنها لم تترك الأمر بسهولة فقد عمدت إلى تأخير عودة النازحين بضع ساعات، قبل أن تسمح لهم بالتحرك.
تأخير إطلاق سراح دفعة الأسرى الأولى
تعمدت حكومة الاحتلال تأخير إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل، رغم التزام كتائب القسام بتسليم ثلاث أسيرات إسرائيليات.
وجرى تأخير إطلاق هذه الدفعة نحو 7 ساعات متواصلة، ليسمح مع ساعات الفجر الأولى بإطلاق سراح الأسرى، متعمدا أن يجري ذلك في جنح الليل، حارما عائلات العديد من الأسرى والجماهير الفلسطينية من الاحتفال باستقبالهم.
لم يقف خرق الاتفاق عند هذا الحد، بل إن مكتب الأسرى التابع لحماس قال في حينه، إن عملية التدقيق في أسماء الأسرى أظهرت أن هناك نقصا في أسيرة يفترض أن تكون ضمن المفرج عنهم في هذه الدفعة.
التهرب من بدء مفاوضات المرحلة الثانية
لم يلتزم نتنياهو بنص اتفاق وقف إطلاق النار الذي يقضي ببدء مفاوضات المرحلة الثانية بحلول اليوم الـ22 من انطلاق المرحلة الأولى، بل إنه يحاول التهرب وعدم الاستجابة للجهود التي يبذلها الوسطاء في هذا الاتجاه.
ومع قرب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تسود في الأوساط الإسرائيلية، تساؤلات عديدة حول الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق أو العودة إلى الحرب في غزة، بعد تأخر بدء المفاوضات.
مواصلة إطلاق النار والقصف
تواصل قوات الاحتلال عمليات القصف وإطلاق الرصاص في عدد من الأماكن والمواقع، خصوصا في المناطق الوسطى والجنوبية من مدينة رفح، وعلى طول الشريط الحدودي الشرقي من قطاع غزة.
وتسببت هذه الخروقات المتواصلة في سقوط عشرات الشهداء والجرحى منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، فضلا عن تعمد الاحتلال تدمير ونسف العديد من المنازل السكنية في المنطقة المحاذية لمحور فيلادلفيا في رفح.