اقتحمت الدبابات الإسرائيلية مدينة جنين ومخيمها، للمرة الأولى منذ 23 عامًا، في عملية عسكرية تهدف إلى دعم قوات الاحتلال التي تواصل عدوانها المستمر على المدينة والمخيم منذ أكثر من شهر.
وتخضع مدينة جنين لعمليات عسكرية واسعة من قبل الجيش الإسرائيلي، في وقت تواجه فيه المقاومة الفلسطينية الاحتلال باستخدام العبوات الناسفة والطلقات النارية في مشهد من المواجهة المستمرة.
توجيه الأسلحة ضد أهالي جنين
وشهدت مخيم جنين استخدام صواريخ الـ RPG من قبل أجهزة السلطة الفلسطينية، وهو سلاح غير مسموح للأجهزة الأمنية الفلسطينية بامتلاكه.
وقد أثار هذا الاستخدام تساؤلات بين الفلسطينيين الذين أشاروا إلى تناقض واضح في سياسة السلطة، متسائلين عن مكان هذه الأسلحة في مواجهة الاحتلال.
وأثار الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي استنكارًا، حيث كتب أحد النشطاء في حسابه على فيسبوك: “وين الأربي جي يا سلطة؟”، في إشارة إلى استخدام السلطة لهذه الأسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين في المخيم بدلاً من مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.
شهداء وجرحى وتشريد مستمر
واستشهد حتى الآن 27 مواطنًا فلسطينيًا من جنين نتيجة للعدوان الإسرائيلي المستمر، أحدهم برصاص الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة.
كما أصيب أكثر من 50 فلسطينيًا، وتعرض الآلاف للتهجير القسري من منازلهم في المخيم بسبب عمليات التدمير التي تشنها الدبابات الإسرائيلية.
ولقد أدى العدوان إلى تدمير أكثر من 483 منزلًا بشكل كلي أو جزئي، وتدمير البنية التحتية للمخيم، مما يجعل من الصعب على السكان العيش في ظل هذه الظروف القاسية.
تغيير معالم مخيم جنين
ويواصل الجيش الإسرائيلي عمليات تجريف الأراضي في حي الجابريات ومحيط مخيم جنين، إلى جانب تدمير المنازل ونسف المربعات السكنية.
ويهدف الاحتلال إلى تغيير معالم المخيم بشكل تدريجي وإنهاء صفة “المخيم” عن المنطقة.
كما يتم شق طرق واسعة في المخيم عبر الآليات الثقيلة، وهو جزء من حرب الإبادة التي تستهدف الشعب الفلسطيني وتدمير مقدراته.
طولكرم ومخيم نور شمس
في نفس السياق، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها، حيث دخل العدوان يومه الـ29.
وتفرض القوات حصارًا شديدًا على مخيم نور شمس لليوم الـ16 على التوالي، في وقتٍ تتعرض فيه المنازل للتدمير والنهب.
وقد أغلقت قوات الاحتلال بوابة حاجز جبارة عند المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، مما يعزل المدينة عن القرى المجاورة ومحافظات الضفة.
كما تستمر القوات في مداهمة المنازل في طولكرم ونور شمس، وتفتيش الشوارع، مما يزيد من معاناة السكان المحاصرين الذين يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية بسبب انقطاع الكهرباء والمياه والتهديدات المستمرة.
الخدمات الأساسية في جنين وطولكرم
أدى العدوان إلى تعطيل العديد من الخدمات الأساسية في مدينة جنين ومخيماتها.
حيث تعطلت الخدمات الصحية بشكل كامل في بعض المناطق، كما أُغلِقَت المدارس التابعة للأونروا، مما حرم أكثر من 2000 طالب من التعليم.
وفي ذات الوقت، تواصل قوات الاحتلال عرقلة وصول المواد الغذائية والضرورية، حيث تُمنع قوافل الإغاثة من الوصول إلى المواطنين.
