أكد د. محمد الهندي، نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أن مقاومة الضفة الغربية أصبحت نموذجًا مشرفًا للدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن “بارودة أصغر شاب في كتيبة جنين تُشرف أكبر رأس في أجهزة أمن السلطة”.
وأوضح الهندي أن المقاومة بادرت للحوار منذ البداية، لكن السلطة الفلسطينية رفضت جميع المقترحات، سواء من داخل المقاومة أو من الوسطاء الآخرين، مشددًا على أن هذه السلطة لا تدافع عن شعبها بل تستهدفه، في حين أن المقاومة وحدها تتحمل مسؤولية المواجهة مع الاحتلال.
وأضاف أن الاحتلال الإسرائيلي لن يعترف بالسلطة مهما قدمت من تنازلات، موضحًا أن الحملة الأمنية التي تقودها السلطة في جنين لم تحقق أي إنجاز على المستوى الوطني، بل أضافت مزيدًا من الألم والمعاناة.
السلطة ترفض الحوار
وكشفت مصادر مطلعة أن القيادة الفلسطينية رفضت مؤخرًا مبادرة جديدة تم تقديمها لوقف التصعيد وحقن الدم الفلسطيني في جنين.
وجاءت هذه المبادرة عقب اجتماعات مكثفة بين القوى الوطنية والفصائل والوجهاء، بهدف التوصل إلى حل سلمي ينهي التوتر.
ورغم الجهود المبذولة من قبل وسطاء وشخصيات اعتبارية، إلا أن السلطة رفضت التعاطي مع هذه المبادرة، وواصلت حملتها الأمنية التي تزيد من معاناة المواطنين في جنين.
الاحتلال المستفيد الوحيد
مع استمرار الاعتداءات على جنين وتصاعد وتيرة الانتهاكات بالتزامن مع الحرب العدوانية على غزة، تسعى السلطة إلى إجهاض أي محاولة لاستنهاض المقاومة في الضفة الغربية.
وأكد مراقبون أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الوحيد من هذه الحملات، التي تهدف إلى القضاء على البؤر المقاومة في الضفة ومنعها من تقديم الدعم لقطاع غزة.
وقد طالت الاعتداءات مؤخرًا عناصر المقاومة بالاعتقال والقتل، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين، وسط أجواء من الاحتقان الشعبي والغضب تجاه ممارسات السلطة.
الوضع في جنين
تتصاعد المخاوف من استمرار الحملة الأمنية على جنين، حيث يعتبر سكان المدينة أن هذه الاعتداءات تمثل استهدافًا مباشرًا لمقاومتهم وصمودهم.
وطالبت القوى الوطنية بضرورة وقف التصعيد فورًا وحماية الدم الفلسطيني، مؤكدين أن هذه الحملات لا تخدم سوى الاحتلال وتُعمّق الانقسام الداخلي.
وتستمر أجهزة أمن السلطة في تنفيذ حملتها الأمنية على مدينة جنين ومخيمها، ما أسفر عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة عشرات آخرين.
وقد شهدت الأيام الماضية تصعيدًا غير مسبوق، حيث اعتلى قناصة السلطة الأبنية السكنية لاستهداف عناصر المقاومة، في مشهد يعكس تغول هذه الأجهزة على المدنيين والمقاومين.
ويعيش سكان جنين ومخيمها أجواء من الرعب والخوف، نتيجة لاعتداءات السلطة واختطاف مقاومين ينتمون لكتيبة جنين، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات مسلحة بين الطرفين.