“إسرائيل” تخشى على أسراها مع احتفال نتنياهو بـ “الضربات الساحقة”
في الوقت الذي يحتفل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما يراه “الضربات الساحقة” ضد حركة “حماس” وحزب الله هذا الأسبوع، فإن المزاج في تل أبيب بعيد كل البعد عن الاحتفال.
قالت وزارة الجيش الإسرائيلي إنها في “حالة تأهب قصوى”، وتفيد تقارير بأن المتاجر الكبرى الإسرائيلية شهدت ارتفاعا حادا في التسوق لشراء السلع الأساسية مع قيام السكان بتخزينها خشية من التصعيد الإقليمي.
وقال نتنياهو إنه تم توجيه “ضربات ساحقة” إلى حماس والحوثيين وحزب الله، عبر سلسلة ضربات واغتيالات لقيادات بارزة.
لا مجال للاحتفال
تتعارض نبرة نتنياهو مع المزاج السائد على الأرض في تل أبيب، بما في ذلك بين عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا في غزة.
ولا يزال أربعة من أقارب يفعات زايلر محتجزين في غزة، فيما يظل أبناء عائلة بيباس الأصغر بين 111 أسيرا ما زالوا محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وفقا لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ومنتدى الأسرى والعائلات المفقودة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، نشرت حماس مقطع فيديو يظهر فيه ياردين بيباس وهو يلقي باللوم على نتنياهو في مقتل زوجته وطفليه في غارة جوية.
وقالت زيلر “اعتقدت أن هذا سينتهي بشكل أسرع”، معربة عن إحباطها من الحكومة الإسرائيلية لأنها لا تستمع إلى ما يقوله الناس في الشوارع.
وأضافت “أشعر أنهم (الحكومة) لا يسمعون هذا يكفي؛ أشعر أنهم لا يسمعون الناس في الشوارع وهم يهتفون بأن أولويتنا هي استعادة الأسرى”.
الأولوية لإطلاق سراح الأسرى
وأظهرت استطلاعات الرأي مرارا وتكرارا أن معظم الإسرائيليين يعطون الأولوية لإطلاق سراح الأسرى على استمرار الحرب.
وبحسب استطلاع رأي أجراه مؤخرا مركز أبحاث مستقل هو معهد الديمقراطية الإسرائيلي فإن 56% من الإسرائيليين يؤيدون التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.
كما أظهر الاستطلاع أن أغلب الإسرائيليين اليمينيين لديهم رغبة أكبر في الحرب.
وجاء في الاستطلاع أن “أغلبية كبيرة من اليسار والوسط تعتبر التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى هو الأولوية القصوى، في حين أن الأغلبية من اليمين تعطي الأولوية لعملية عسكرية في رفح”.
وكانت الآمال في التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح عائلة زيلير، تتأرجح بين الصعود والهبوط طيلة الأشهر العشرة الماضية من الحرب. ولم يؤد تصاعد التوترات في الأسبوع الماضي إلا إلى إثارة أسوأ المخاوف.
وتخشى زيلر أن تستيقظ ذات يوم لتجد أن جميع الأسرى قد قتلوا.
في الوقت الذي تشعر فيه الأسر بالقلق على أحبائها في غزة، يستعد الإسرائيليون لرد إيراني محتمل، وهي الخطوة التي قد تدفع الشرق الأوسط إلى حرب شاملة تجر لاعبين إقليميين آخرين وربما الولايات المتحدة.
على ممشى الشاطئ الرئيسي في تل أبيب، يقضي بعض الإسرائيليين يوم السبت في السباحة وركوب الأمواج، وهم يدركون أن هجوماً إيرانياً قد يضرب مدينتهم في أي لحظة.
وقال إيتاي أوفيد (29 عاما): “نحن ننتظر هجوما، هذا هو الشعور العام الآن”.
وأضاف أنه في حين اعتاد الإسرائيليون على الهجمات، فإن الكثيرين أيضا سئموا منها.
وقال عوفيد “إن الإنجازات (الاغتيالات) جيدة، ولكن دعونا ننهي هذا الأمر. دعونا نخرج. دعونا ننهي هذا الأمر. لقد تعبنا، والجميع تعبوا”.
وقالت ألونا ليلشوك، 31 عاما، إن هذه الحرب تبدو مختلفة، ويرجع ذلك أساسا إلى وجود أسرى إسرائيليين ما زالوا في الأسر.
وأضافت “لا يمكننا أن نكون فخورين للغاية. يتعين علينا أن نكون في حالة تأهب، ولا يمكننا الاحتفال”.
واتُهِم نتنياهو بفقدان التركيز على أحد الأهداف الرئيسية للحرب، وهو إعادة الأسرى.
وفي غياب اتفاق لوقف إطلاق النار، فمن غير المرجح أن يعود الأسرى الإسرائيليين إلى ديارهم.
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي تعرض لضغوط من وزراء اليمين المتطرف في ائتلافه لتأجيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والمضي قدماً في الحرب في غزة، التي لا تظهر اليوم سوى القليل من علامات النهاية.
وحتى قبل التصعيد الأخير، اتهم منتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بعرقلة المفاوضات المؤدية إلى اتفاق، والتمسك بدلا من ذلك بحرب ممتدة في محاولة لضمان بقائه السياسي وبقاء ائتلافه.
وتشعر زيلر بالقلق من أن استمرار الحرب وارتفاع أعداد الضحايا في غزة، يجعل مخاوفها بشأن الأسرى أقل “شرعية” في نظر العالم، خاصة وأن (إسرائيل) تفقد بشكل متزايد الدعم الدولي لحملتها العسكرية في القطاع.
المصدر/ شبكة CNN الأمريكية