تحليلات واراء
أخر الأخبار

ماذا وراء تراجع نتنياهو عن المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بغزة؟

مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتراجع عن تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

وهذا التراجع جاء بعد محاولة نتنياهو فرض مقترح أميركي يتناقض مع بنود الاتفاق الأصلية.

تراجع نتنياهو

وبحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور علي الأعور، فإن المقترح الأميركي الذي يدعو إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، يتبنى آراء نتنياهو الشخصية، والتي يعبر عنها منذ فترة طويلة.

ومن ناحية أخرى، يخشى نتنياهو من تفكك ائتلافه الحكومي في حال نفذ الوزير المتطرف بتسلئيل سموترتيش تهديداته بالخروج من الحكومة إذا ما تم المضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

المقترح الأميركي

واقترح ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي، شروطًا جديدة تتناقض مع بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في يناير الماضي.

ومن بين هذه الشروط، اقترح وقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان، والإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق.

وفي حال التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يتم إطلاق سراح باقي الأسرى الإسرائيليين.

شراكة الولايات المتحدة

ويؤكد الأعور في حديثه أن نتنياهو يفضح وجهه الحقيقي من خلال عرضه الأميركي، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة شريك له في هذا الأمر ولا تمارس أي ضغط عليه لدفع استحقاقات المرحلة الثانية من الاتفاق.

ومن جهته، يرى الأعور أن ضيق خيارات نتنياهو دفعه إلى اتخاذ قرارات تتعلق بإغلاق معابر غزة ووقف إدخال المساعدات الإنسانية.

وفي المقابل، تمتلك حركة حماس ورقة الأسرى الإسرائيليين، وهي ورقة قوية يمكن أن تؤثر على الوضع الداخلي في إسرائيل، حيث تثير غضب الشارع الإسرائيلي الذي يطالب بتنفيذ المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار للإفراج عن 59 أسيراً إسرائيلياً.

الخوف من انهيار الحكومة

ويستبعد الخبير في الشأن الإسرائيلي، نزار نزال، أن يقدم نتنياهو على تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بسبب استحقاقاتها المتمثلة في وقف الحرب والانسحاب من غزة، وهذه الخطوات قد تؤدي إلى انهيار حكومته وطموحاته الشخصية.

كما يتابع نزال قائلاً إن نتنياهو لا يريد أن يُسجل في التاريخ كـ “مهزوم” أمام المقاومة الفلسطينية.

نتنياهو يتجنب الثمن السياسي 

ويرى الخبراء أن نتنياهو يسعى لتجنب دفع أثمان سياسية قد تطيح بحكومته. فهو يشبع شغفاً بالسلطة، ويريد مغادرة منصبه كبطل سياسي وليس مهزوماً.

وفي هذا السياق، يتوقع الخبيران أن يتبع نتنياهو دبلوماسية خشنة، يستخدم فيها الضغط العسكري والاقتصادي على غزة، ولكن من غير المحتمل أن يعود للحرب الشاملة مجدداً.

ويعتقد الخبراء أنه في حال استمر الضغط من الشارع الإسرائيلي للمطالبة بإعادة الأسرى، قد يضطر نتنياهو لتنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق والعودة إلى تنفيذ استحقاقاته، رغم الصعوبات السياسية التي قد يواجهها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى