واصلت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، صباح يوم السبت، تنفيذ حملة أمنية شرسة على مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، في هجوم عدواني استهدف قادة المقاومة والمواطنين، وسط تنسيق ودعم كاملين من الاحتلال الإسرائيلي.
وأسفرت العملية عن استشهاد القائد في كتيبة جنين يزيد جعايصة، بعد أن أطلقت أجهزة السلطة النار عليه، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة تُرك ينزف بسببها حتى ارتقى شهيدًا.
إلى جانب ذلك، أصيب الطفل محمد كفاح مرعي إصابة خطرة، في حين أفادت مصادر بوقوع إصابات بين المواطنين، بينهم طفل آخر حالته وصفت بالخطيرة.
اقتحام وحصار متواصل
بدأت أجهزة أمن السلطة، منذ أكثر من تسعة أيام، حملة أمنية واسعة في جنين، شملت اقتحام المخيم بقوات كبيرة بينها مدرعات، وإطلاق النار العشوائي على منازل المواطنين.
ونتج عن ذلك إصابة عدد من السكان بجروح خطيرة، بالإضافة إلى تضرر مرافق حيوية مثل محولات الكهرباء وسيارات الإسعاف، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن آلاف المواطنين.
كما فرضت أجهزة السلطة حصارًا مشددًا على المستشفيات في جنين، في محاولة لاعتقال المصابين، مما زاد من التوتر والاحتقان الشعبي في المنطقة.
التنسيق مع الاحتلال
وأشارت القناة 12 العبرية إلى أن هذه الحملة الأمنية تأتي ضمن خطة مشتركة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكشفت القناة أن قادة أجهزة السلطة تلقوا تعليمات مباشرة من مسؤولين إسرائيليين لإتمام العملية، مع تحذيرات من أن فشلهم سيؤدي إلى تدخل جيش الاحتلال الإسرائيلي مباشرة.
وقال التقرير العبري إن الاحتلال منح أجهزة السلطة مزيدًا من الوقت لتنفيذ الحملة في حال أظهرت “جدية” في استهداف خلايا المقاومة.
تصاعد الاشتباكات
تجددت الاشتباكات بين مقاومين وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية في مدينة جنين ومخيمها على خلفية هذه الأحداث.
واندلعت اشتباكات عنيفة بين المقاومة وأجهزة السلطة في مخيم طولكرم إثر توتر الأوضاع في مخيم جنين.
وتمركزت عناصر الأجهزة الأمنية على أسطح البنايات، ما أدى إلى اندلاع تبادل كثيف لإطلاق النار مع المقاومين.
اتهامات واعتقالات
وتتهم أجهزة أمن السلطة باعتقال مطلوبين للاحتلال الإسرائيلي، ما أدى إلى تعقيد الوضع الأمني في الضفة الغربية.
وبحسب تقارير حقوقية، تعتقل الأجهزة أكثر من 150 فلسطينيًا، بينهم مقاومون ومطاردون وطلبة جامعات وأسرى محررون وكتاب وصحفيون.
ورغم صدور قرارات قضائية بالإفراج عن بعضهم، ترفض الأجهزة تنفيذ تلك القرارات.
المطالب الشعبية والسياسية
تزايدت الأصوات المطالبة بوقف الحملة الأمنية في جنين، مع دعوات لضرورة تحمّل السلطة مسؤوليتها الوطنية بدلاً من استهداف المقاومة.
كما أكدت قوى وطنية وفعاليات مجتمعية أن هذه الممارسات تعمق الشرخ الوطني وتضعف قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود في مواجهة الاحتلال.