أعلن رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين زهير العمري، عن تنفيذ خطط استجابة عاجلة للتخفيف من معاناة سكان غزة الذين تعرضوا لحرب إبادة وحصار قاسٍ.
وأوضح العمري أن الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 70% من المباني السكنية وغير السكنية، واستهدف البنية التحتية بشكل ممنهج، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وآبار المياه، بهدف جعل القطاع غير قابل للحياة.
وأكد العمري أن الهيئة تبذل جهودًا مكثفة لإعادة إعمار القطاع وتوفير الاحتياجات الأساسية، مشيرًا إلى تحقيق إنجازات ملموسة على الأرض، شملت توفير المياه النظيفة، وترميم المخابز، وإصلاح خطوط المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى إنشاء مخيمات مؤقتة للنازحين، وترميم المستشفيات والبنية التحتية.
خطط الاستجابة بعد وقف إطلاق النار
بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، عقدت الهيئة اجتماعًا طارئًا لإقرار خطة استجابة شاملة تهدف إلى توفير مأوى عاجل للأسر النازحة من خلال البيوت الجاهزة والخيام.
بالإضافة إلى إزالة الركام وإعادة فتح الطرقات لتسهيل الحركة وتقييم الأضرار وإزالة المباني الخطرة وإعادة تأهيل البنية التحتية والخدمات الأساسية، وترميم المنازل الصالحة للسكن بأسرع وقت ممكن.
الوضع الكارثي في غزة
من جهة أخرى، كشفت الأمم المتحدة عن حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث دُمرت أو تضررت 92% من المنازل، أي نحو 436 ألف منزل، ونزح 90% من سكان القطاع عن منازلهم.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الجهود المطلوبة لإعادة الإعمار هائلة، في حين وصفت منظمة الصحة العالمية الوضع الصحي في القطاع بأنه “معقد وصعب للغاية”.
الهيئة العربية الدولية للإعمار
وتُعد الهيئة العربية الدولية للإعمار في فلسطين من أبرز المؤسسات غير الحكومية الرائدة في مجال إعادة الإعمار.
وتأسست عام 2008 عقب العدوان الإسرائيلي على غزة، بمبادرة من نقابة المهندسين الأردنيين، وتعمل تحت شعار “يدًا بيد لإعمار قطاع غزة”.
وتضم الهيئة شخصيات هندسية واقتصادية عربية ودولية، وتسعى لتوحيد الجهود لإعادة بناء القطاع ودعم صمود سكانه.
وأكد العمري أن الهيئة تعمل بوتيرة متسارعة لتحقيق أهدافها، داعيًا جميع الشركاء والمؤسسات الدولية والإقليمية إلى التعاون لتقديم الدعم اللازم لسكان غزة وإعادة بناء ما دمره الاحتلال في أسرع وقت ممكن.
العدوان الإسرائيلي
ومنذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، استُشهد أكثر من 46,913 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم 17,581 طفلًا و12,048 امرأة، وأصيب أكثر من 110,750 شخصًا بجروح متفاوتة الخطورة.
في حين لا يزال نحو 11,000 شخص مفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، وفق تقارير محلية.
اتفاق وقف إطلاق النار
وأعلنت قطر، بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة، التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ على ثلاث مراحل مدة كل منها 42 يومًا.
وتضمن الاتفاق وقف العمليات العسكرية، انسحاب قوات الاحتلال من المناطق المأهولة في غزة، وفتح معبر رفح لتعزيز دخول المساعدات الإنسانية.