في مشهد مأساوي يتكرر مع كل منخفض جوي، ازدادت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، حيث دمر العدوان الإسرائيلي منازلهم، ويواصل الاحتلال عرقلة دخول الكرفانات ومستلزمات الإيواء، رغم ما نص عليه البروتوكول الإنساني في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.
ومع هطول الأمطار الغزيرة، غمرت المياه مئات الخيام ومراكز الإيواء في شمال وجنوب القطاع، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للنازحين الذين يعيشون في ظروف قاسية داخل خيام بدائية تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية من البرد والعواصف.
النازحون في غزة
وأكد المتحدث باسم بلدية غزة أن الإمكانيات المتاحة غير كافية لمساعدة النازحين وسط الظروف الجوية القاسية.
وأوضح أن البلدية لا تملك المعدات اللازمة للتعامل مع مياه الأمطار والصرف الصحي، التي غمرت مراكز الإيواء والخيام.
وفي شمال القطاع، حيث مخيم جباليا وبلدتا بيت لاهيا وبيت حانون، يقيم آلاف الناجين بين أنقاض منازلهم، في ظل نقص حاد في المواد الغذائية والأغطية ووسائل التدفئة، ما يزيد من خطر تعرضهم للأمراض والبرد القارس.
الاحتلال يواصل عرقلة إدخال المساعدات
وتأتي هذه الأزمة وسط استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع دخول المواد الأساسية، بما في ذلك مستلزمات الإيواء والخيام والمنازل المتنقلة، والتي كان من المفترض إدخالها وفق الاتفاق الإنساني. كما يفاقم غياب الوقود من معاناة العائلات التي تجد نفسها عاجزة عن تأمين أي وسيلة للتدفئة.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حركة “حماس”، إن إسرائيل تماطل في تنفيذ المسار الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال تأخير دخول المواد الأكثر أهمية، خاصة مستلزمات الإيواء والوقود والمعدات الثقيلة لرفع الأنقاض.
مخاطر متزايدة وسط استمرار الحصار
وأكد الدفاع المدني في غزة أن القطاع معرض لسلسلة من المنخفضات الجوية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة النازحين، خاصة مع استمرار الحصار الذي دمر أكثر من 88% من البنية التحتية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الاحتلال ارتكب على مدار أكثر من 15 شهرًا إبادة جماعية أسفرت عن أكثر من 159 ألف قتيل وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
ومع استمرار المأساة، يواجه الفلسطينيون في غزة ظروفًا إنسانية صعبة، وسط تقاعس المجتمع الدولي عن الضغط على الاحتلال للسماح بدخول المساعدات الإغاثية العاجلة لإنقاذ النازحين من الكارثة المتفاقمة.
