معالجات اخبارية
أخر الأخبار

هل تصبح السلطة الفلسطينية “قربانًا” جديدًا لليمين الإسرائيلي؟

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن السلطة الفلسطينية ساهمت بشكل صادم في التنسيق الأمني مع إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، التي استمرت 471 يومًا.

وفي مقال للباحثة في السياسة الفلسطينية دانا الكرد، أكدت أن السلطة الفلسطينية فقدت شرعيتها منذ فترة طويلة بين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي لم يهتم بها طالما استمرت في دورها الأمني مع إسرائيل.

وأوضحت الكرد أن السلطة، التي تديرها حركة فتح بدعم أمريكي، تعمل في أجزاء من الضفة الغربية منذ أوائل التسعينيات، لكنها لم تجرِ انتخابات حقيقية أو تتحمل المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني.

حكم السلطة في غزة

وأكدت الكرد أن فتح عمدت إلى تهميش أي معارضة لرئيس السلطة محمود عباس، ولم تتمكن من حماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين المتزايد أو الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية.

وأضافت أن غالبية الفلسطينيين يرفضون فكرة تولي السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة وحدها، إذ ينظر إليها كجهة أشرفت على تدهور الظروف المعيشية وأضعفت الحركة الوطنية الفلسطينية.

وأشارت إلى أن السلطة تقدم بعض الخدمات الأساسية، لكنها متهمة بشكل متزايد بخيانة القضية الفلسطينية، وهو ما أصبح خطابًا شائعًا في الشارع الفلسطيني.

صفقة دبلوماسية إقليمية

ورأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أن الطريقة الوحيدة لإنهاء حكم حركة حماس في غزة هي التوصل إلى اتفاق دبلوماسي واسع النطاق، يضم لاعبين إقليميين، بمن فيهم السلطة الفلسطينية.

وقال لابيد في تصريحاته “كل من شاهد مئات الآلاف من سكان غزة يعبرون محور نتساريم ويعودون إلى شمال القطاع يدرك أن الحرب قد انتهت.”

وأكد أنه إذا لم تبدأ إسرائيل عملية سياسية ودبلوماسية شاملة، فإن حماس ستستعيد السيطرة على غزة، مما يعني ضياع فرصة تاريخية.

لكنه استبعد حدوث ذلك في ظل حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، بسبب رفضها القاطع لإشراك السلطة الفلسطينية في حكم غزة.

وأشار إلى أن الموقف الإسرائيلي الحالي يعزز بقاء حماس، إذ لا توجد قوة أخرى يمكنها ملء الفراغ السياسي في القطاع.

اليمين الإسرائيلي المتطرف 

وحذر اللواء احتياط في جيش الاحتلال، يسرائيل زيف، من أن اليمين الإسرائيلي المتطرف يسعى لاستبدال السلطة الفلسطينية بكيانات أمنية بحتة، دون أي تمثيل سياسي للفلسطينيين.

وأوضح زيف أن الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش يريد تحقيق هدفين التضييق على الفلسطينيين إلى أقصى حد ممكن، وإذلالهم بأسوأ صورة سياسية وأمنية ممكنة.

وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية باتت عبئًا على إسرائيل، وقد تصبح “قربانًا سياسيًا” يقدمه نتنياهو لليمين المتطرف.

الضفة واليمين الإسرائيلي المتطرف

وأكد زيف أن نتنياهو يواجه معضلة سياسية معقدة، تتمثل في الاختيار بين إنهاء الحرب مقابل تحقيق مكاسب سياسية كبرى، والاستسلام لضغوط اليمين المتطرف، الذي يطالب بمزيد من التضييق على الفلسطينيين.

وقال زيف: “ما زلت مصرًا على رأيي، القربان الذي سيقدمه نتنياهو سيكون الضفة الغربية، وسيفعل ذلك بطريقة قاسية ووحشية تلبي طموحات اليمين المتطرف.”

وأشار إلى أن إجراءات سموتريتش الأخيرة، مثل قطع أموال المقاصة الفلسطينية والتضييق الاقتصادي، توضح اتجاه الأمور نحو مزيد من التصعيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى