رئيس فريق تحقيق للجنائية الدولية يدحض رواية الاحتلال بشأن مستشفيات غزة
دحض رئيس فريق تحقيق للمحكمة الجنائية الدولية أندرو كايلي، رواية الاحتلال الإسرائيلي بشأن مستشفيات غزة عبر الزعم بوجود مقاومين فيها لتبرير الضربات العسكرية الإسرائيلية.
وقال كايلي الذي يقود التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في فلسطين، إن الادعاءات بشأن وجود مقاومين من حركة حماس في المستشفيات في غزة المحاصرة من قبل الجيش الإسرائيلي “مبالغ فيها إلى حد كبير”.
وتساءل كايلي، عن مدى مصداقية الادعاءات بشأن النشاط العسكري في مستشفيات غزة والتي تم تقديمها لتبرير الهجمات الإسرائيلية على المرافق الصحية في القطاع.
وقدم كايلي لمحة نادرة عن التحقيق الذي يجريه مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية.
ويشرف كايلي -الذي يقدم تقاريره مباشرة إلى المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان- على التحقيق الذي بدأ في عام 2021 لكنه تسارع بعد حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي الشهر الماضي، حصل خان على أوامر اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الجيش السابق يوآف غالانت، كجزء من التحقيق.
ويواصل فريق كايلي فحص مجموعة من الجرائم المزعومة في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة.
يعتقد أن المدعين العامين في المحكمة الجنائية الدولية قاموا بمراجعة الحوادث التي تعرضت فيها المستشفيات للضرر أو التدمير خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة.
وبحسب أحدث الأرقام التي نشرتها منظمة الصحة العالمية، فإن 17 مستشفى فقط من أصل 35 مستشفى قامت بتقييمها في غزة توصف بأنها “عاملة جزئيا”، وخمسة مستشفيات “تضررت بالكامل”، و13 مستشفى مصنفة بأنها “غير عاملة”.
وزعم جيش الاحتلال مرارا وتكرارا العمليات ضد المرافق الطبية في غزة بزعم أن مقاومين من حماس وفصائل المقاومة يستخدمونها.
وقال كايلي إن المحكمة الجنائية الدولية واجهت “صعوبة كبيرة في تقييم” مستوى تواجد مقاومون في المستشفيات “لأنه من الواضح أن هناك أكاذيب يتم تداولها، ولكن هذا حقا شيء نحتاج كمكتب ادعاء إلى الوصول إلى حقيقته”.
وأضاف: “أعتقد أن هذا الأمر مبالغ فيه إلى حد كبير، لكننا بحاجة إلى أن نكون قادرين على إثبات مستوى الوجود العسكري، إن وجد، في هذه المستشفيات بشكل واضح للغاية لأنني أعتقد أننا ضللنا بشأن ذلك في الصحافة”.
وأشار كايلي إلى أن العمليات الإسرائيلية ضد المرافق الصحية في غزة سوف يتم فحصها.
وأضاف: “بالنظر إلى الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية وتدميرها، فسوف نتطرق إلى ذلك على الأرجح في وقت لاحق من العام المقبل. نحن مضطرون إلى القيام بذلك على مراحل ببساطة بسبب الموارد التي لدينا”.
وأدلى كايلي، وهو محام بريطاني ومدعي عام عسكري سابق في المملكة المتحدة، بهذه التصريحات خلال فعالية في لاهاي بشأن الهجمات على المرافق الصحية في السودان وأوكرانيا وفلسطين، على هامش المؤتمر السنوي للدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية.
وقال إن النظام الصحي في غزة أصبح بالكاد يعمل الآن. وأضاف: “الضربات الجوية والحصار والغارات على المستشفيات. أضف إلى ذلك نقص الوقود والكهرباء والغذاء والدواء. وهذا هو السبب وراء انهيار النظام”.
تتمتع المستشفيات، وكذلك البنية التحتية الطبية والعاملون الطبيون، بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي . ويُحظر شن الهجمات عليها، ولكن هناك ظروف معينة قد تفقد فيها المرافق الطبية وضعها المحمي إذا تم استخدامها في أنشطة قتالية.
وقال كايلي إن فريقه التقى وأجرى مقابلات مع أفراد من الطاقم الطبي الذين عادوا من العمل في المنطقة.
وذكر أن المحكمة الجنائية الدولية لديها إمكانية الوصول إلى “صور أقمار صناعية ممتازة بشكل استثنائي” أظهرت “على أساس يومي كيف يتم تدمير هذه [المستشفيات]”، لكنه قال إن المحققين يسعون إلى الحصول على صور دقيقة “تظهر إما الحقيقة أو زيف استخدام هذه المرافق كمرافق قتالية عسكرية”.