تدهور إنساني شديد يعانيه كبار السن في خضم حرب الإبادة على غزة
في خضم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من عام، تبرز الصعوبات الشديدة التي يواجهها كبار السن في القطاع بما في ذلك من تدهور إنساني شديد وفقدان المأوى الآمن.
وبحسب تقرير لمؤسسة جذور للصحة والتنمية الاجتماعية، وهي منظمة غير حكومية فلسطينية، أدت حرب الإبادة الإسرائيلية إلى إعاقة الوصول إلى الأدوية بشدة لمحتاجيها من كبار السن.
ويقدر أن 40 في المائة فقط من كبار السن الذين يعانون من مشاكل صحية قادرون على الحصول على الأدوية التي يحتاجون إليها. ونتيجة لذلك، “يموت الكثيرون قبل الأوان.
وذكر التقرير أن كبار السن في قطاع غزة تدهورت تغذيتهم، وفقدوا الوزن، وانهارت صحتهم النفسية والاجتماعية، وهم يعيشون في خوف من الموت أو فقدان أسرهم.
ووفقًا للتقرير، فإن القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على دخول الإمدادات إلى غزة قد حدت من الوصول إلى المواد الأساسية، مثل الأجهزة المساعدة، مما زاد من ضعف كبار السن.
وعلاوة على ذلك، لم يتمكن العديد من كبار السن من الفرار أثناء القصف أو الهروب من المناطق المتضررة من أوامر الإخلاء المفاجئة والمتكررة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى مشاكل التنقل؛ ولذلك، ظلوا في كثير من الأحيان عالقين دون دعم كافٍ للاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء أو الماء أو الرعاية الطبية.
وفي منتصف عام 2023، كان يعيش في قطاع غزة ما يقرب من 100 ألف شخص مسن، أو حوالي خمسة في المائة من السكان، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، منهم 69 في المائة يعانون من أمراض مزمنة.
لا يزال الوصول الإنساني عبر قطاع غزة مقيدًا بشدة، وخاصة بالنسبة لبعثات الإغاثة التي تسعى إلى الوصول إلى أكثر من 400000 شخص في محافظتي شمال غزة (175000) وغزة (256000)، وسط الهجمات الإسرائيلية المستمرة والقيود المفروضة على نقاط التفتيش التي تسيطر عليها القوات الإسرائيلية.
وفي الفترة ما بين 1 و21 أكتوبر، من أصل 448 حركة مساعدات مخططة عبر قطاع غزة تتطلب التنسيق مع الجيش الإسرائيلي، تم رفض 45 في المائة (201) منها، وتم تسهيل 36 في المائة (162) منها، وتم إعاقة 15 في المائة (67) منها، وتم إلغاء أربعة في المائة (18) منها بسبب التحديات اللوجستية والأمنية.
وتشمل هذه الأرقام 70 حركة مساعدات منسقة تهدف إلى تقديم المساعدة الإنسانية في محافظتي شمال غزة وغزة عبر حاجز الرشيد، والتي تم تسهيل ستة في المائة (أربعة) منها فقط من قبل السلطات الإسرائيلية.
وقد ساءت ظروف الوصول بشكل خاص بعد بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في جباليا في 6 أكتوبر؛ وفي الفترة ما بين 6 و21 أكتوبر/تشرين الأول، رُفض 29 طلب تنسيق لبعثات إغاثة حاسمة إلى جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا، وتم إعاقة ستة طلبات، وتم تسهيل 13 طلباً.
وشملت التحركات المرفوضة مهمة حاسمة لإنقاذ حوالي 40 شخصاً محاصرين تحت الأنقاض في منطقة الفالوجا في جباليا، والتي تم رفضها مراراً وتكراراً منذ 18 أكتوبر/تشرين الأول، مما يسلط الضوء على القيود الشديدة المفروضة على جهود إنقاذ الأرواح والإنسانية.
وعلى نحو مماثل، رُفض نقل الإمدادات الحيوية المنقذة للحياة بما في ذلك الدم والإمدادات الطبية مثل التخدير والطرود الغذائية والوقود إلى مستشفى كمال عدوان في 20 أكتوبر/تشرين الأول.