جدد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تصريحاته المثيرة للجدل بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، مشيرًا إلى ضرورة قبول مصر والأردن للاجئين من غزة.
وجاءت تصريحاته في رد على أسئلة صحفيين خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض.
تهجير الفلسطينيين من غزة
وقال ترامب، ردا على سؤال حول إمكانية قبول مصر والأردن للفلسطينيين من غزة: “ستفعلان ذلك”، مضيفًا أنه قدم لهما “الكثير” من الدعم، مؤكدًا أن الدولتين ستستجيب لمطالبه.
وتأتي هذه التصريحات بعد فترة طويلة من التصعيد العسكري في قطاع غزة، الذي شهد دمارًا هائلًا بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
رفض قاطع للتهجير
وعلى الرغم من دعم ترامب لهذه الفكرة، لاقت تصريحاته رفضًا حادًا من قبل كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني.
ووصف السيسي هذه الفكرة بأنها “ظلم” لا يمكن لمصر أن تشارك فيه.
بدوره، أكد ملك الأردن على موقف بلاده الثابت في ضرورة “تثبيت الفلسطينيين على أرضهم” ورفض أي محاولات لتهجيرهم من غزة.
خطة “صفقة القرن”
وفي السياق، وصف أمين سر حركة فتح في تركيا وشمال قبرص، ماجد أبو ناموس، تصريحات ترامب بأنها محاولة جديدة لإحياء “صفقة القرن”، التي كانت تهدف إلى إقامة وطن بديل للفلسطينيين.
وأكد أبو ناموس أن هذه المحاولات لن تنجح كما فشلت محاولات سابقة، مشددًا على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
تهديدات جديدة للشعب الفلسطيني
وأشار أبو ناموس إلى أن مشروع صفقة القرن، الذي طرحه ترامب في 2018، كان محاولة لتصفية القضية الفلسطينية من خلال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، بالإضافة إلى محاولة تصفية حقوق اللاجئين الفلسطينيين.
اليوم، يرى المسؤولون الفلسطينيون أن تصريحات ترامب الأخيرة تشكل تهديدًا جديدًا لشعبهم.
وفي الختام، أكد أبو ناموس أن الفلسطينيين سيواصلون نضالهم من أجل حل عادل وشامل، يضمن استقلالهم وإقامة دولتهم الفلسطينية على الأراضي المحتلة، وعاصمتها القدس، وأن محاولات تصدير الأزمات لن تمر.
وفي السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تعليقها على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي دعا فيها إلى نقل فلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، إنها تؤكد أن الشعب الفلسطيني، الذي صمد أمام أفظع عمليات الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي، ورفض الاستسلام لجرائم التهجير القسري، لا سيما في شمال قطاع غزة، يرفض بشكل قاطع أي محاولات تهجير له عن أرضه.
وأضافت الحركة أنها تدعو الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن تبني هذه الأطروحات التي تتوافق مع المخططات الإسرائيلية وتتناقض مع حقوق الشعب الفلسطيني وإرادته الحرة.
وقالت الحركة إنها ترفض هذه التصريحات وتطالب الإدارة الأمريكية بدلاً من ذلك بالعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، والضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتسريع عملية إعمار قطاع غزة وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وتابعت الحركة دعوتها للدول العربية والإسلامية، وخاصة الأشقاء في مصر والأردن، إلى التأكيد على مواقفهم الثابتة في رفض التهجير والترحيل.
وأشارت إلى ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم لشعبنا الفلسطيني، وتعزيز صموده وثباته على أرضه، والعمل على إزالة آثار العدوان الذي تعرض له قطاع غزة.
إدانة تصريحات ترامب
وواجهت تصريحات ترامب رفضًا واسعًا على المستوى الدولي.
وأصدرت جهات مثل فرنسا وألمانيا، وكذلك جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، بيانات ترفض هذا المقترح الذي يعتبره العديد من المحللين محاولة لتصفية القضية الفلسطينية.
