تواصل مدينة لوس أنجلوس مكافحة حرائق الغابات الهائلة التي تجتاح المنطقة، حيث أحرقت أكثر من 117 كيلومترًا مربعًا من الأراضي خلال ثلاثة أيام فقط.
وأدت هذه الحرائق إلى مقتل 10 أشخاص على الأقل ونزوح أكثر من 180 ألف شخص من منازلهم، مما تسبب في خسائر مدمرة.
ويعد حريق باليساديس، الذي دمر حوالي 69 كيلومترًا مربعًا، الأكثر تدميرًا في تاريخ المدينة.
معاناة الفلسطينيين في غزة
ورغم أن الحرائق في لوس أنجلوس تمثل كارثة بيئية خطيرة، فإن العديد من نشطاء الإنترنت أشاروا إلى أوجه التشابه بين هذه الأزمة والمعاناة المستمرة للفلسطينيين في غزة بسبب القصف الإسرائيلي المتواصل.
وفي حين يسعى الأمريكيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي لإظهار معاناتهم بسبب الحرائق، يزداد النقاش حول أوجه التفاوت في ردود الفعل الدولية على الكوارث.
خفض ميزانية الإطفاء ودعم إسرائيل
وفي وقت تعاني فيه إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس من خفض في الميزانية يصل إلى 18 مليون دولار، أعلنت إدارة بايدن عن خطة لبيع أسلحة لإسرائيل بقيمة ثمانية مليارات دولار.
وهذا التفاوت بين الدعم الأمريكي لإسرائيل والمخصصات المحلية لجهود الإطفاء في لوس أنجلوس أثار جدلًا واسعًا على الإنترنت.
الازدواجية في ردود الفعل
وأثار العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي استغرابهم من تباين ردود الفعل تجاه الحرائق في لوس أنجلوس مقارنةً مع تدمير غزة.
فقد لفت الصحفي الفلسطيني أحمد الدين في منشور على موقع X إلى أن الولايات المتحدة توفر دعمًا كبيرًا لإسرائيل، في حين يتم خفض ميزانية خدمات الإطفاء في لوس أنجلوس، مما يثير تساؤلات حول أولوية الدعم الحكومي في الأزمات.
ومن بين أبرز الأسماء التي فقدت منازلها في الحرائق كان الممثل جيمس وودز، الذي كان قد عبّر عن دعمه القوي للقصف الإسرائيلي على غزة.
وهذا التناقض بين موقفه تجاه الحروب في الشرق الأوسط ومعاناته الشخصية في لوس أنجلوس، دفع العديد من النشطاء إلى تسليط الضوء على هذه الازدواجية في المواقف.
في الوقت نفسه، كانت هناك انتقادات حادة ضد الأثرياء في لوس أنجلوس الذين يبحثون عن فرق إطفاء خاصة، حيث يُتهمون بتفضيل مصالحهم الخاصة على حساب الفقراء والمشردين الذين يعانون في ظل الأزمات.
العمالة السجنية في مكافحة الحرائق
ومن الأوجه الأخرى للكارثة في لوس أنجلوس، يتم نشر حوالي 400 من رجال الإطفاء، وهم من نزلاء السجون الذين يعملون مقابل أجور ضئيلة لا تتجاوز خمسة دولارات في الساعة.
وهذا الأمر أثار غضب العديد من النشطاء الذين انتقدوا استغلال هؤلاء العمال في جهود الإطفاء.
ومن جانب آخر، أكدت الناشطة فاطمة محمد على موقع X أن الحرائق في لوس أنجلوس هي تذكير بأن القصف المستمر على غزة له تداعيات بيئية قد تتجاوز التدمير المباشر.
وكتبت: “إلقاء مئات الآلاف من الأطنان من القنابل على غزة وتحويلها إلى جحيم مشتعل له عواقب مناخية ستؤثر علينا جميعًا”.