معالجات اخبارية
أخر الأخبار

حسين الشيخ يعرض على واشنطن خطة لضرب المقاومة في غزة

كشفت صحيفة “ميدل إيست آي” أن السلطة الفلسطينية أبلغت الولايات المتحدة باستعدادها للدخول في صدام مباشر مع حركة حماس مقابل استعادة السيطرة على قطاع غزة.

وجاء هذا العرض خلال اجتماع سري في الرياض بين حسين الشيخ، القيادي في السلطة الفلسطينية، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.

ووفقًا لمصدر فلسطيني، تم ترتيب اللقاء بواسطة المملكة العربية السعودية، بعد رفض ويتكوف زيارة رام الله.

وجاء الاجتماع في سياق محاولات السلطة الفلسطينية للبقاء في المشهد السياسي بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

مقترح حسين الشيخ

وتتضمن الخطة التي قدمها الشيخ تشكيل لجنة حاكمة لقطاع غزة يترأسها زياد أبو عمرو، وهو مستشار مقرب من محمود عباس.

وسيكون أبو عمرو نائبًا لرئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، لكنه سيحصل على صلاحيات واسعة.

أبو عمرو، المولود في غزة عام 1950، يحمل الجنسية الأمريكية وحصل على دكتوراه من جامعة جورج تاون.

وهو معروف بمواقفه المعارضة لحماس، حيث سبق أن ضغط لمنع تمويل إعادة إعمار غزة بعد حرب 2014، مشترطًا عودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم.

الولايات المتحدة والسلطة

ورغم تأكيد السلطة الفلسطينية قدرتها على مواجهة حماس، وصف مسؤول دفاعي أمريكي ذلك بأنه “وهمي”، مشيرًا إلى أن السلطة ستحتاج إلى دعم عسكري خارجي سواء من دول عربية أو من شركات أمنية خاصة.

واليوم، تزداد الضغوط على السلطة الفلسطينية، خاصة بعد استعراض حماس لقوتها العسكرية خلال عمليات تبادل الأسرى الأخيرة، مما أحرج إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

خطة ترامب

وفي تطور آخر، تجاهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور السلطة الفلسطينية في خطته لغزة، وبدلًا من ذلك، دعا إلى تهجير سكان القطاع إلى مصر والأردن، معتبرًا غزة “موقع هدم كامل”.

وخلال تصريحاته، قال ترامب: “نحن فقط نقوم بتطهير هذا الأمر بالكامل”، ما أثار استنكارًا واسعًا.

السلطة الفلسطينية تخشى تهميشها

وتشعر قيادة السلطة الفلسطينية بقلق متزايد من أن أي إدارة جديدة في غزة قد تؤدي إلى تحويل الدعم المالي الدولي بعيدًا عنها، مما سيضعف نفوذها.

ووفقًا للمحللة تهاني مصطفى من مجموعة الأزمات الدولية، فإن السلطة الفلسطينية تخوض “مهمة انتحارية” لإثبات قدرتها على استخدام القوة في الضفة الغربية، حيث صعّدت عملياتها ضد المقاومة الفلسطينية، خاصة في مخيم جنين.

الدور السعودي والإماراتي

ووسط هذه التحولات، تحاول الإمارات التأثير في مستقبل غزة، حيث عرضت إرسال قوات حفظ سلام إلى القطاع بشرط استبعاد محمود عباس من المشهد السياسي.

ويواجه عباس معارضة متزايدة داخل السلطة، خصوصًا من محمد دحلان، الذي يقيم في الإمارات ويعمل كمبعوث لعائلة آل نهيان الحاكمة هناك.

وعلى الرغم من خلافاتها السابقة مع حماس، تتبنى السعودية نهجًا أكثر مرونة في التعامل مع الفصائل الفلسطينية.

فقد أعلن ولي العهد محمد بن سلمان أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، بينما تستمر الإمارات في تعزيز علاقاتها مع إسرائيل.

قبيل حرب 7 أكتوبر، استضافت الرياض إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وهو تطور يعكس تحول الموقف السعودي مقارنة بموقفها أثناء الربيع العربي، حيث كانت معادية لحماس.

إعادة الإعمار

وفي حين تسعى السلطة إلى فرض سيطرتها على غزة بالقوة، تواجه رفضًا أمريكيًا ضمنيًا، بينما تستمر الإمارات والسعودية في رسم سيناريوهات محتملة لمستقبل الحكم في القطاع.

وفي ظل هذه التعقيدات، تبقى غزة بؤرة للصراعات الإقليمية والدولية، حيث تحاول كل جهة فرض أجندتها الخاصة على مستقبل القطاع، في ظل استمرار المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى