تحليلات واراء

خطة فينزل: هكذا هندست واشنطن حملة السلطة الفلسطينية على المقاومة

بدأت السلطة الفلسطينية حملة قمع ضد شعبها وفصائل المقاومة في الضفة الغربية المحتلة، وهي الحملة المدعومة والمنسقة من قبل الولايات المتحدة. وفي حين تحاول وسائل الإعلام الكبرى إبعاد واشنطن عن العملية، فإن جذورها تعود إلى سنوات مضت.

وأصدر رئيس السلطة محمود عباس، قبل أسبوعين توجيهات لقوات الأمن التابعة للسلطة بتنفيذ عملية واسعة النطاق تستهدف مجموعات المقاومة في مخيم جنين للاجئين المحاصر.

وتصاعدت العملية بسرعة، مما أسفر عن شهداء وجرحى فيما أدان مسؤولون من الأمم المتحدة سلوك الأمن الفلسطيني لتعمده إطلاق النار على قاصرين عزل.

كما تم توثيق استخدام قوات السلطة الفلسطينية لمستشفى كقاعدة عسكرية أثناء حملة القمع. وبحسب التقارير، أطلق عناصر الأمن النار من داخل المنشأة الطبية واعتقلوا ثمانية أشخاص.

وقد سعت السلطة الفلسطينية إلى الحصول على الدعم العسكري من الولايات المتحدة، وطلبت على وجه التحديد مركبات مدرعة وذخيرة لتعزيز قواتها.

ورداً على ذلك، حثت الإدارة الأمريكية الحكومة الإسرائيلية على الموافقة على نقل مثل هذه المعدات بشكل عاجل بغرض دعم الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية.

إشراف أمريكي كامل

عقد منسق الأمن الأميركي مايكل فينزل اجتماعات مع قيادات قوات الأمن الفلسطينية قبيل الحملة الأمنية في جنين وأشرف على وضع الخطوط الرئيسية لها.

وقد تم تكليف الوحدة 101 التابعة لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي يبلغ قوامها 2000 فرد، والتي تلقت تدريبها على يد القوات المسلحة الأميركية والكندية، بمهمة تفكيك مجموعات المقاومة المتمركزة في جنين.

وتمتد هذه المجموعات على طيف سياسي واسع، من فصائل المقاومة بكافة أشكالها.

وفي أعقاب الحصار المفروض على مخيم جنين للاجئين، والمداهمات الواسعة النطاق لمنازل المدنيين، بدأ سكان جنين في تنظيم المظاهرات ضد السلطة الفلسطينية التي فقدت شعبيتها على نحو متزايد.

وبلغ الغضب بين السكان نقطة الغليان، حيث شبه العديد منهم تصرفات السلطة الفلسطينية بتصرفات الجيش الإسرائيلي.

وقال سكان جنين إن “السلطة الفلسطينية لا تمتلك جرافات مثل التي يمتلكها الجيش الإسرائيلي. هذا هو الفارق الوحيد. الغارة هي نفسها والحصار هو نفسه”.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت إلى مثل هذه الحملة الصارمة قبل وقت طويل من تنفيذها مؤخرًا.

ففي يناير/كانون الثاني 2023، حث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السلطة الفلسطينية على قبول ما يسمى “خطة فينزل”.

واقترحت هذه الخطة إلى إنشاء وحدة متخصصة لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، تدربها أفراد أمريكيون في الأردن، لتنفيذ نفس النوع من العمليات الجارية الآن في جنين.

ولتعزيز هذه الاستراتيجية، سهّلت الولايات المتحدة عقد اجتماع أمني رفيع المستوى في فبراير/شباط 2023 في مدينة العقبة الأردنية.

وفي حينه جمع الاجتماع مسؤولين أردنيين وإسرائيليين وأميركيين ومسؤولين من السلطة الفلسطينية ومصر لتنسيق نهجهم.

وفي الشهر التالي، عقد اجتماع متابعة في شرم الشيخ بمصر، حيث اجتمعت نفس المجموعة من المسؤولين وأصدرت بيانا أكد خططهم المناهضة لفصائل المقاومة.

ومع تقدم الحكومة الإسرائيلية في خططها لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية، يبدو أن الاستراتيجية التي تدعمها الولايات المتحدة تركز على قمع المعارضة الفلسطينية لأجندة واشنطن. ويتمثل العنصر المركزي في هذا الجهد في استخدام قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية كوكيل.

وبينما تركزت العملية في البداية في جنين، فإن دولة الاحتلال وواشنطن تريدان أن تمتد الحملة الأمنية للسلطة إلى مناطق أخرى، بما في ذلك نابلس وطولكرم.

والهدف الإسرائيلي الأمريكي الواضح هو العمل على تفكيك فصائل المقاومة المسلحة بالكامل، مما يمهد الطريق أمام “إسرائيل” لفرض سيطرتها على الضفة الغربية المحتلة دون معارضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى