تشهد مدينة جنين ومخيمها تصعيدًا غير مسبوق من قِبَل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، التي شنت حملة واسعة النطاق أسفرت عن سقوط شهداء وإصابات في صفوف المواطنين، فضلاً عن استهداف المقاومة المسلحة التي شكلت مصدر إزعاج كبير للاحتلال الإسرائيلي على مدار السنوات الماضية.
التنسيق الأمني
ووصفت الكاتبة والناشطة السياسية انتصار العواودة هذه الحملة بأنها دليل واضح على استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت أن ما يحدث في جنين يهدف إلى القضاء على البقعة الجغرافية الأكثر صمودًا في وجه الاحتلال، التي فشل في كسر إرادتها رغم الدمار والمجازر التي ارتكبها فيها.
وانتقدت العواودة بشدة دور السلطة قائلة: “جنين حالة فريدة عجز الاحتلال عن اجتثاثها، واليوم تسلم المهمة إلى من باعوا أنفسهم وصفقوا لأوسلو، لينحروا أبطال الحرية بدم بارد”.
وفي السياق، عبّر الكاتب والمحلل السياسي مروان الأقرع عن استهجانه للهجوم على جنين بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة وهجمات المستوطنين في الضفة.
واعتبر أن هذه الممارسات تشير إلى انحراف خطير في سياسات السلطة التي باتت تخدم الاحتلال على حساب القضية الوطنية.
وأضاف الأقرع : “31 عامًا على أوسلو، لم يبقَ منها سوى التنسيق الأمني الذي يعزز مشاريع الاحتلال، فيما تستباح القرى والبلدات الفلسطينية أمام أعين الأجهزة الأمنية”.
دعوات لإيقاف النزيف الفلسطيني
من جهته، رفض مفتي مدينة جنين الشيخ محمد أبو الرب اتهام المقاومين بأنهم أصحاب فتنة، داعيًا إلى نبذ الحلول العسكرية والتركيز على الحوار لإنهاء النزاع.
وقال: “دم المسلم على المسلم حرام، وجنين ليست بحاجة إلى مزيد من الآلام”.
مآلات خطيرة لهذه السياسة
وحذر المحللون من أن استمرار هذه السياسات القمعية سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الضفة الغربية، وسيمنح المستوطنين غطاءً أكبر لمواصلة اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية.
وأكدوا أن المطلوب اليوم هو وحدة الصف الوطني، والوقوف مع المقاومة باعتبارها خط الدفاع الأول عن القضية الفلسطينية، بدلاً من محاربتها.
استهداف المسيرات السلمية
وأكدت مصادر محلية أن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية استخدمت الرصاص والغاز المسيل للدموع لقمع مسيرة سلمية خرجت في مدينة جنين، دعمًا للمقاومة ورفضًا للسياسات القمعية التي تمارسها السلطة.
ومن بين المصابين، زوجة الأسير القائد بسام السعدي، التي تعرضت لإصابة خلال اعتداء الأجهزة الأمنية على المسيرة.
حملة أمنية ضد المقاومة
وفي تصعيد خطير، قتلت أجهزة السلطة عدداً من المواطنين، من بينهم القائد في كتيبة جنين يزيد جعايصة، واختطفت مقاومين من كتائب جنين، ما أثار حالة من الرعب بين سكان المدينة.
كما تمركز القناصة على أسطح المنازل لاستهداف عناصر المقاومة المسلحة.