
أبرز موقع Middle East Eye البريطاني تزايد دعوات الإبادة في المجتمع الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الإسرائيليين لم يعودوا يخجلون من الدعوات العلنية لإبادة الفلسطينيين الذين يرفضون التخلي عن حقوقهم وأرضهم.
ويُظهر هذا الخطاب الهيمنة المستمرة لفكرة طرد الفلسطينيين من غزة، وهي الخطة التي باتت تُعتبر رسمية للحكومة الإسرائيلية.
خطة الطرد والإخلاء القسري
منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، أصبحت فكرة طرد المدنيين الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو مناطق مجاورة الخطة الفعلية الرسمية للحكومة الإسرائيلية.
ورغم محاولات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تخفيف لهجة خطته في الأيام الأخيرة، واصلت الحكومة الإسرائيلية تمجيد خطته، خاصة فيما يتعلق بتشجيع “الخروج الطوعي” لسكان غزة.
من التهديدات إلى المطالبة بالإبادة
ولم يعد الخطاب الإسرائيلي يقتصر على التهديد بالنكبة الثانية أو خطة الجنرالات المتبعة في حصار غزة. بل أصبح خطاب الإبادة أكثر علانية وجرأة، حيث يتطور ليصل إلى تهديدات بتنفيذ “حل نهائي” لمشكلة غزة والفلسطينيين بشكل عام.
ومن بين التصريحات الشنيعة التي ظهرت في هذا السياق، دعوات من شخصيات بارزة في اليمين الإسرائيلي لقتل الأطفال والنساء في غزة.
تصريحات علنية تدعو للإبادة دون تبرير
بينما كان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو قد اضطر للتراجع بعد أن اقترح استخدام قنبلة نووية على غزة، فإن مثل هذه التصريحات أصبحت الآن تُسمع علنًا دون محاولة للتخفيف منها.
ونشرت المحامية كينيرت باراشي، وهي شخصية بارزة في اليمين، على وسائل التواصل الاجتماعي مطالبتها بإبادة الفلسطينيين في غزة.
صدمة السابع من أكتوبر وتجدد دعوات الإبادة
وأشار موقع Middle East Eye إلى أن خطاب الإبادة اكتسب زخمًا أكبر بعد وقف إطلاق النار في 19 يناير 2024، حيث صدم المجتمع الإسرائيلي من مشاهد الأسرى الفلسطينيين في يد حماس، وهو ما زاد من مشاعر الإذلال الإسرائيلية.
وهذا الشعور بالإحباط دفع العديد من القادة الإسرائيليين إلى تكثيف مطالباتهم بإخلاء غزة أو على الأقل المدن الشمالية، مثل جباليا وبيت حانون.
ورغم تدمير أجزاء كبيرة من غزة، بما في ذلك شمال القطاع، واصلت المقاومة الفلسطينية صمودها، مما جعل الإسرائيليين يعتقدون أنه إذا لم ينجح القصف والدمار في إجبار الفلسطينيين على الرحيل، فإن الحل الوحيد المتبقي هو إبادة الجميع.
وأدى هذا التصور إلى تأييد غالبية الجمهور الإسرائيلي لخطة ترامب في اقتلاع الفلسطينيين من غزة، رغم أن الواقع المحلي في إسرائيل يعترف بعدم إمكانية تنفيذ هذه الخطة عمليًا.
خطة ترامب وإدراك الإسرائليين لواقعهم
وفي مواجهة هذه المعضلة، يعتقد الإسرائيليون أن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن أرضهم وحقوقهم، وأنه لا يوجد سبيل لإجبارهم على الرحيل عن غزة.
ورغم أن خطة ترامب كانت تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، فإن الحقيقة الملموسة التي يعيشها المجتمع الإسرائيلي تبرهن على أن هذه الخطة تفتقر إلى إمكانية التنفيذ الفعلي، في ظل إصرار الفلسطينيين على البقاء في أرضهم.
ويتضح أن خطاب الإبادة قد تحول إلى سمة بارزة في الرأي العام الإسرائيلي، مع تزايد دعوات القتل والإبادة ضد الفلسطينيين.
وقد أصبح من الواضح أن هناك استجابة إسرائيلية عنيفة للمقاومة الفلسطينية التي ترفض الخروج من غزة أو الاستسلام.