سقوط مدو للصليب الأحمر في خضم الحرب على غزة وتبادل الأسرى

يبرز المراقبون السقوط المدوي للصليب الأحمر الدولي في خضم حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وقارن المراقبون كيف تجري طواقم الصليب الأحمر مراسم تسلم جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة في وقت تقوم اللجنة الدولية بتسليم جثث الفلسطينيين بالأكياس الزرقاء في شاحنات تفتقر لأدنى مقومات التعامل بكرامة.
ويشير هؤلاء إلى أنه في الوقت الذي يُصدر فيه الصليب الأحمر الدولي بيانًا يدعو لاحترام خصوصية المطلق سراحهم وصون كرامتهم قبيل العملية المقبلة، يبرز التساؤل: أين كانت هذه الدعوات عندما تعرّض الأسرى المحررون للضرب والإهانة أثناء وبعد تسلّمهم من الاحتلال؟
كما يتساءل المراقبون كيف يمكن للجنة الدولية أن تغضّ الطرف عن مشاهد إذلال الدكتور حسام أبو صفيه وغيره من الأسرى المحررين، وأن تتجاهل مئات الشهادات حول الانتهاكات التي ارتُكبت بحق الأسرى؟.
ويقول هؤلاء “أليس هو ذات الصليب الأحمر الذي تباطأ وتستّر على جرائم الإعدامات الميدانية أمام أنظاره على الحواجز في قطاع غزة، وشاهد نساءً وأطفالًا يُعدمون دون أن يحرّك ساكنًا؟”.
ويضيفوا “أين كانت هذه اللجنة عندما تسلّمت مئات الجثامين للشهداء في مستشفيات ناصر والشفاء ورفح؟ ما يظهر أن الصليب الأحمر لا يتورّع عن لعب دور الأداة في يد الاحتلال، متناسيًا دوره الإنساني والأخلاقي الذي يُفترض أن يُمارسه بكل حيادية وعدالة.
وتواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتهامات متكررة بعدم الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل أن تسمح لها مجدداً بزيارة معتقلين فلسطينيين، وبعدم تقديم المساعدة للجرحى في قطاع غزة.
كما يتذكر المواطنون في غزة كيف أن طوال ساعات من الاستغاثات والاتصالات على أرقام الطوارئ التي أعلنت عنها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كان إغلاق الخطوط الهاتفية وعدم الرد أو التذرع بعدم وجود تنسيق مع جيش الاحتلال لدخول طواقم الصليب الأحمر لانتشال الجرحى والشهداء وإخلاء المدنيين، هو الجواب الوحيد الذي يتلقاه من أسعفهم الحظ بإجراء المكالمات الأخيرة دون جدوى.
الانتقادات الواسعة التي طالت الصليب الأحمر في حينه، والاتهامات الواضحة من ضحايا مجازر الاحتلال للجنة الدولية، بالتواطؤ المباشر مع الجيش الإسرائيلي، دفعت رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الأراضي المحتلة، جاك دي مايو إلى كتابة رسالة اعتذار باردة، حملت في سطورها ألف عذر، في محاولة تبرير تقاعس المنظمة الدولية عن واجبها.
حملت الرسالة عنوان “لا عجب أن يغضب الغزاويون.. الصليب الأحمر لا يستطيع حمايتهم”، ونشرت على موقع اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتاريخ 25 يوليو/تموز 2014، وجاء فيها “كان ضربا من الجنون أن تحاول إنقاذ الناس دون ضمانات أمنية”.
يضيف دي ماتيو: “الغضب مزعج ولا نستحقه ولكننا نفهمه، إننا نبذل أقصى الجهود الممكنة، ويخاطر موظفونا بحياتهم لإنقاذ من يمكن إنقاذهم ولكن لا نستطيع نحن إنهاء النزاع، حاول عدد كبير من الغزاويين الاتصال بنا هاتفيا، وكان مركز الهاتف في مكتبنا عاجزا”.