معالجات اخبارية

“إسرائيل” تصعد حملتها ضد أونروا لحرمان الفلسطينيين من أخر شريان حياة

تصعد دولة الاحتلال الإسرائيلي حملتها العدوانية ضد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” لحرمان الفلسطينيين من أخر شريان حياة وذلك في خضم حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ أكثر من عام.

وقدمت السلطات الإسرائيلية تشريعا إلى الكنيست يهدف إلى منع “أونروا” من العمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسط حملة مستمرة لتدمير أهم وكالة إغاثة أممية للاجئين الفلسطينيين في غزة وأماكن أخرى.

وصرّح الأمين العام لـ”الأمم المتحدة” أنطونيو غوتيريش أن التشريع المقترح القاضي بطرد الأونروا من المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية وإلغاء امتيازاتها وحصاناتها “سيكون كارثيا”، واصفا الوكالة بأنها “لا غنى عنها” و”لا يمكن استبدالها”.

فيما أشار مسؤول السياسة الخارجية في “الاتحاد الأوروبي” جوزيف بوريل إلى أن للقوانين “عواقب وخيمة” في حال تنفيذها. كما أعربت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد عن “قلقها العميق”.

حملة طويلة الأمد ضد الأونروا

بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، تشن “إسرائيل” حملة طويلة الأمد ضد الأونروا، ودعت إلى إغلاقها، مدعية في وقت سابق من هذا العام صلة 1,200 موظف تقريبا في غزة بالمقاومة الفلسطينية وهو ما ثبت زيفه.

إذ لم تجد الأمم المتحدة أي دليل يدعم المزاعم الإسرائيلية فيما يُمثل الموظفون المتهمون، الذين إما فُصلوا من قبل الأمم المتحدة أو وافتهم المنية منذ ذلك الحين، جزءا ضئيلا، نحو0.03%، من إجمالي موظفي الأونروا البالغ عددهم أكثر من 30 ألف موظف في فلسطين وسوريا والأردن ولبنان.

الأونروا مكلفة بحماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. سيقوّض التشريع المقترح قدرتها الإقليمية على تقديم المساعدات الإنسانية والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى، وسيهدد المساعدات المقدمة لغزة.

ومنذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، قُتل الاحتلال قرابة 226 موظفا من موظفي الأونروا في غزة.

هاجمت السلطات الإسرائيلية أيضا الأمين العام للأمم المتحدة علنا، فيما يُفترض أنه حملة ضد المكونات المختلفة للأمم المتحدة. أعلن وزير الخارجية إسرائيل كاتس مؤخرا منع غوتيريش من دخول “إسرائيل”.

وأكدت هيومن رايتس ووتش أنه ينبغي لإسرائيل السماح للأونروا وباقي الوكالات الإنسانية بالقيام بعملها في غزة، حيث يواجه السكان المجاعة بسبب استخدام السلطات الإسرائيلية للتجويع كسلاح حرب، وهي جريمة حرب.

وشددت المنظمة على أنه ينبغي للحكومات، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي لم تستأنف بعد تمويلها للأونروا، دعم الأونروا علنا وتمويلها بالكامل ومطالبة “إسرائيل” بسحب مشروع قانونها.

قلق دولي من الحملة الإسرائيلية

أعربت أكثر من 120 دولة عن قلقها إزاء الإجراءات الإسرائيلية ضد “أونروا”، والتي تضمنت مشروع قانون في برلمان البلاد من شأنه أن يعطل عملياتها.

وحذرت الدول الموقعة، من مخاطر إنسانية وسياسية وأمنية جسيمة في حالة انقطاع أو تعليق عمليات الأونروا، وأكدت التزامها بدعم قدرة الوكالة على الوفاء بولايتها.

وقالت الدول في بيان مشترك “إن دور الأونروا لا غنى عنه ولا يمكن الاستعاضة عنه. إنها حجر الزاوية والعمود الفقري للمساعدات الإنسانية لأجيال من اللاجئين الفلسطينيين من خلال توفير برامج التعليم والصحة والإغاثة والخدمات الاجتماعية الأساسية والمساعدات الطارئة في الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان والجمهورية العربية السورية”.

في الأسبوع الماضي، وافق البرلمان الإسرائيلي على مشروعي قانونين يهدفان إلى إنهاء عمل الأونروا وامتيازاتها في البلاد. ويحظر القانون الأول على الوكالة التابعة للأمم المتحدة تشغيل أي مؤسسات أو تقديم خدمات أو ممارسة أنشطة.

ويحدد القانون الثاني تاريخ انتهاء صلاحية المعاهدة بين “إسرائيل” والأونروا – والتي تم توقيعها لأول مرة بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 – في 7 أكتوبر 2024، أو عند الموافقة النهائية على مشروع القانون.

كما يحظر القانون على الوكالات الحكومية الإسرائيلية الاتصال بالأونروا، بينما يحرم موظفي الوكالة من الحصانة والحقوق الخاصة الممنوحة لموظفي الأمم المتحدة الآخرين في “إسرائيل”.

وقال رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني هذا الأسبوع إن الوكالة تقترب من نقطة الانهيار المحتملة لعملياتها في قطاع غزة بسبب الظروف المعقدة على نحو متزايد.

وأضاف للصحفيين في مؤتمر صحفي في برلين “لن أخفي حقيقة أننا قد نصل إلى نقطة لن نتمكن فيها من العمل بعد الآن. نحن قريبون جدًا من نقطة الانهيار المحتملة. متى سيحدث ذلك؟ لا أعرف. لكننا قريبون جدًا من ذلك”.

وقال إن الوكالة تواجه مزيجا من التهديدات المالية والسياسية لوجودها، بالإضافة إلى الصعوبات في العمليات اليومية، حيث تشتد الحاجة إلى المساعدات في مواجهة خطر المرض والمجاعة.

Related Articles

Back to top button