صمت القبور في رام الله إزاء اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
التزمت المقاطعة حيث مقر رئاسة السلطة الفلسطينية صمت القبور إزاء اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة لإنهاء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 15 شهرا.
وامتنعت الرئاسة عن إصدار أي بيان ولو مقتضب للتعليق على وقف إطلاق النار وبدا وكأنها غاضبة وتعبر علنا عن خيبة أملها من بقاء المقاومة والاتفاق معها على اتفاق متبادل مع دولة الاحتلال دون نجاح هدف القضاء عليها
وبينما انهالت التعليقات في مختلف العواصم العربية والإقليمية والدولية ترحيبا باتفاق وقف إطلاق النار ووقف شلال الدم النازف في غزة، أحجمت الرئاسة عن أي إصدار بيان أو تعليق علني.
ومع إشارة غالبية المراقبين إلى أن الرئاسة لم تظهر أصلا على مدار 15 شهرا من حرب الإبادة اهتمامها بشلال الدم في غزة، فإن عدم حتى إصدار بيان كرس التهميش الهائل للمقاطعة وقيادتها عن الأحداث الأبرز في الساحة الفلسطينية.
ونبه مدير مركز مسارات للأبحاث والدراسات هاني المصري، إلى أن رئاسة السلطة شكلت عقبة أمام وضع أي ترتيبات لليوم التالي من الحرب على غزة والتوافق الوطني عليها على مدار الأشهر الماضية.
ويقول المصري إن الرئيس محمود عباس لم يوافق على كل الصيغ المطروحة بشأن ترتيبات اليوم التالي للحرب في غزة بانتظار تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الحكم، ليرى ماذا في جعبته، وهذا قد يعود إلى تفاهم بينه وبين طواقم ترامب، أو عربون محبة لتسهيل تنفيذ توجه جديد عنده يقضي بنسج شراكة فلسطينية أميركية في ولاية ترامب الثانية تختلف عن المقاطعة والعداء التي تميزت بها ولايته الأولى.
ويؤكد المصري أن هذا النهج يخالف إمكانية اختيار سياسة الممانعة التي تتجنب المقاطعة كما تتجنب المشاركة والاندماج حتى تضمن الحصول على الحد الأدنى من الحقوق والمصالح الفلسطينية.
ويحذر من أنه بدلًا من الاتفاق وترتيب البيت الفلسطيني بعد الإبادة الجماعية وإجراء تغيير بنيوي وسياسي شامل، بقي القديم على قدمه وتعمق الانقسام، وقد يتحول إلى بداية اقتتال كما يدل ما يحدث في جنين، إذا لم يتم وأد الفتنة، فالأمر يهدد بالانتشار ويلحق خسارة كبيرة بالقضية والشعب والأرض والحركة الوطنية بسبب نهج رئاسة السلطة.
وفي وقت متأخر من ليلة أمس، أفادت مصادر محلية في الضفة الغربية بأن أجهزة أمن السلطة الفلسطينية انتشرت في وسط مدن الضفة لمنع المواطنين من الاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ويأتي هذا في وقت احتفل فيه الفلسطينيون بانتصار المقاومة، وتوقيع صفقة تبادل الأسرى التي أنهت أكثر من 15 شهراً من الحرب الشاملة التي خلفت مئات الشهداء والجرحى، وأثارت موجة من الاحتجاجات الشعبية في مناطق مختلفة من الأراضي الفلسطينية.