تحليلات واراء

هل يمارس بايدن ضغوطا على “إسرائيل” في الشهرين الأخيرين من ولايته؟

تثار التساؤلات حول إمكانية ممارس الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطا جدية على “إسرائيل” في الشهرين الأخيرين من ولايته بعد أن تم اعتبار حرب الإبادة في غزة أحد الأسباب الرئيسية لخسارة حزبه الديمقراطي الانتخابات الأمريكية الأسبوع الماضي.

وقد أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مكالمة هاتفية “حادة” مع نظيره الإسرائيلي الجمعة بشأن الوضع الإنساني في غزة والمهلة النهائية الوشيكة التي حددتها الولايات المتحدة لإسرائيل لزيادة كميات المساعدات للقطاع، الذي تقول الأمم المتحدة إن أجزاء منه على شفا المجاعة.

وقال أوستن لوزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الولايات المتحدة قد تحد من نقل الأسلحة إلى “إسرائيل” إذا لم تتمكن من إثبات زيادة في إمكانية الوصول وتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة، بحسب شبكة القناة 12 الإسرائيلية.

ويثير التقرير تساؤلات حول كيفية استغلال بايدن، الذي كان على الرغم من انهيار علاقته برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو داعمًا قويًا لإسرائيل طوال حرب غزة ، لأشهره الأخيرة في منصبه في مواجهة الحرب الإسرائيلية في غزة.

وقتلت الحرب الإسرائيلية أكثر من 43 ألف فلسطيني وأدت إلى تصعيد هائل في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، مما يهدد بتوريط القوات الأمريكية.

النفاق يلاحق واشنطن

انضمت واشنطن، إلى جانب العديد من حلفاء دولة الاحتلال، منذ أشهر إلى منظمات الإغاثة في دعوة “إسرائيل” إلى زيادة الإمدادات الإنسانية إلى غزة.

ومع ذلك، واجهت إدارة بايدن اتهامات بالنفاق لعدم فرض التغيير من خلال استخدام نفوذها الكبير على إسرائيل، وأبرزها تقييد الكميات الهائلة من الأسلحة التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة، والتي تعد بالغة الأهمية لقدرة البلاد على مواصلة القتال.

وقد تزايدت الضغوط على الولايات المتحدة لبذل المزيد من الجهود في ظل التحذيرات الصارخة من المجاعة الوشيكة في أجزاء من غزة في الأيام الأخيرة، بعد أسابيع من الحملة الإسرائيلية في شمال القطاع.

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن أنباء المجاعة الوشيكة “لم تكن مفاجئة للأسف” وأن “دولة الاحتلال استخدمت الجوع كسلاح”.

وأشار لازاريني إلى تقرير صادر عن مبادرة الأمن الغذائي IPC في اليوم السابق، والذي حذر من ” احتمال وشيك وكبير لحدوث مجاعة ” في أجزاء من شمال غزة، وحث على “اتخاذ إجراءات فورية، في غضون أيام وليس أسابيع” لتجنب “وضع كارثي”.

وتأتي هذه التحذيرات في الوقت الذي يقترب فيه الموعد النهائي الذي حددته الولايات المتحدة لإسرائيل في 13 نوفمبر/تشرين الثاني لإظهار تغيير في الوضع الإنساني في غزة.

وقد يمثل هذا الموعد النهائي أول مواجهة كبرى بين بايدن والحكومة الإسرائيلية منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن “إسرائيل” من غير المرجح أن تظهر أي تغيير ملموس في الأيام القليلة المتبقية.

وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن السلطات الإسرائيلية سمحت في المتوسط ​​بدخول 30 شاحنة يومياً محملة بالمساعدات الإنسانية إلى القطاع في أكتوبر/تشرين الأول.

ووصفت الأمم المتحدة هذا المعدل بأنه “الأدنى منذ فترة طويلة، مما يعيد المساعدات إلى المستوى الذي كانت عليه في بداية الحرب” على غزة.

وقت قليل متبقي أمام بايدن

لا يزال يتعين علينا أن نرى ما إذا كان بايدن سيستخدم الوقت القليل المتبقي له في منصبه لممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية لتحقيق الأولويات الأمريكية، وخاصة قيام “إسرائيل” بالمزيد لمعالجة الكارثة الإنسانية في غزة والانخراط بشكل كامل في المفاوضات لوقف إطلاق النار الدائم.

وقال نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق تشاك فريليتش إنه يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية “ستحاول إيجاد طريقة لتمديد الموعد النهائي أو إذا لزم الأمر القيام بالحد الأدنى الممكن”.

وأضاف “مع وصول ترامب فإنهم لن يرغبوا في أن يكون أحد آخر تصرفات الإدارة فيما يتعلق بإسرائيل سابقة دراماتيكية مثل هذه، وسوف يقوم ترامب بإلغائها في أي حال من الأحوال، لذا ستكون خطوة مجانية”.

ومن المرجح أن يحاول نتنياهو مقاومة أي ضغوط من بايدن وانتظار الوقت حتى يتولى ترامب منصبه، الذي يُنظر إليه من قبل أغلبية كبيرة من الإسرائيليين باعتباره رئيسًا أفضل للولايات المتحدة لمصالح بلادهم، وفقًا لاستطلاعات الرأي قبل الانتخابات الأمريكية.

مخاوف عهد ترامب

خلال خطاب النصر، تعهد ترامب “بوقف الحروب” ودعا مرارًا وتكرارًا إلى إنهاء حرب غزة خلال حملته الانتخابية، لكن من غير الواضح كيف يريد الرئيس العائد إلى البيت الأبيض من “إسرائيل” أن تعمل على إنهاء الحرب.

إذ أن ترامب من أشد المؤيدين لإسرائيل، وقد انتهك الأعراف الراسخة في الصراع مع الفلسطينيين لصالح “إسرائيل” خلال ولايته الأخيرة في منصبه، مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.

وإذا أثبت ترامب أنه يدعم التوسع الإسرائيلي، فقد يسعى نتنياهو إلى تطبيق السياسات التي تدعو إليها الأحزاب الصهيونية المؤيدة للاستيطان والمتدينة المتطرفة، والتي تشكل جزءا حيويا من ائتلافه اليميني المتطرف. وتشمل أولويات هذه الأحزاب ضم الضفة الغربية المحتلة وإعادة توطين سكان غزة، رغم أن نتنياهو صرح علنا ​​بأن هذا لن يحدث.

لكن منتقدي العمليات الإسرائيلية المتجددة في الشمال يقولون إنها جزء من خطة لإخلاء المنطقة بالقوة من أجل إنشاء منطقة عازلة عسكرية، وهو ما قد يؤدي إلى ظروف مثالية لإقامة المستوطنات.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الجيش الإسرائيلي يقترب من “الإخلاء الكامل” لشمال غزة عبر طرد الفلسطينيين عمدًا من المنطقة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، ظهرت تقارير تفيد بأن نتنياهو يدرس خطة أعدها جنرالات سابقون متشددون لمنع وصول المساعدات إلى المنطقة ثم ستعلنها منطقة عسكرية مغلقة، وسيعتبر الجيش الإسرائيلي كل من تبقى فيها مقاومين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى