معالجات اخبارية

مجددا: الأردن يساهم في توفير الحماية لإسرائيل

جاهر النظام الأردني مجددا بشكل علني بطبيعة سياساته المتحالفة بشكل كلي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وبادر إلى المساهمة الفاعلة في توفير الحماية الإقليمية لإسرائيل من هجمات صاروخية إيرانية.

وأعلن مسؤول أمريكي وأخر أردني كبير لشبكة (إن بي سي نيوز) الأمريكية أن الأردن سمح للقوات الأمريكية بالتحليق وإسقاط الصواريخ الإيرانية داخل مجاله الجوي.

وأكد المسؤول الأردني الخبر، وأضاف أن الأردن سيفعل الشيء نفسه “لأي صاروخ آخر يحلق فوق مجالنا الجوي” حال إطلاقه باتجاه دولة الاحتلال.

وتم الكشف عن الدور الأردني إلى جانب دول أخرى في صد سلسلة من الصواريخ التي أطلقتها إيران باتجاه دولة الاحتلال ردا على تصاعد الجرائم الإسرائيلية في المنطقة واغتيال قيادات المقاومة.

وقد أكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أن القوات المسلحة البريطانية شاركت في عملية إسقاط الصواريخ التي أطلقتها إيران على دولة الاحتلال.

وقال مغردون إن الأردن ارتكب مرة أخرى خطأ استراتيجيا بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول. إذ أخطأ حين فتح الطريق البري لوصول البضائع إلى “إسرائيل”، وأخطأ حين قمع المظاهرات الداعمة لفلسطين، وأخطأ حين حرك دفاعاته الجوية لإسقاط صواريخ ومسيرات ليست موجهة نحوه.

وأشار المغردون إلى أن “إسرائيل” ستقوم بالرد على الهجمات الإيرانية، ولكن السؤال الذي طرحوه هو ماذا لو كانت صواريخ إسرائيلية انطلقت من تل أبيب نحو أحد الأهداف ومرت في الأجواء الأردنية “هل ستتصدى لها الدفاعات الجوية الأردنية”.

انتحار سياسي أردني

اعتبر The Cradle الإخباري أن أخطر ما جرى في الهجمات الإيرانية على دولة الاحتلال أن تحالفًا عسكريًا حقيقيًا تشكّل وانخرط فيه الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن وفرنسا.

لكن الأكثر خطورة من ذلك، أن الأردن لعب دورًا محوريًا في التصدي لموجات الطائرات المسيّرة والصواريخ التي انطلقت من إيران باتجاه “إسرائيل”، ما جعل المملكة تظهر بمثابة “حائط صد” يؤمّن الحماية العسكرية المباشرة لكيان الاحتلال، ضمن منظومة عسكرية إقليمية متعدّدة الأطراف.

إذ بشكل ملحوظ، انتقل النظام الأردني من “معركة الكرامة” عام 1968، إلى الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي عندما تباهى الملك عبدالله الثاني بنجاح بلاده في إنزال مساعدات طبية ودوائية جوًا للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة، ثم وصولًا إلى مجاهرة سلاح الجو الأردني بأنه من خلال ما قام به فعليًا، يؤمّن خدمة الدفاع عن النظام الصهيوني.

بالنسبة لنظام عبدالله الثاني فإن الانغماس المباشر والسريع في شبكة التصدي للصواريخ والمسيرات الإيرانية، لم يكن وليد اللحظة، وإنما هو ثمرة تنسيق أمني وعسكري جرت بلورته على مدى سنوات.

ومن ذلك المخفي عن الإعلام عن عدد المرات التي تسلّلت فيها مقاتلات إسرائيلية عبر أجواء الأردن، لتنفيذ غارات على سوريا، والدور الذي لعبه النظام الأردني في استضافة ورعاية “غرفة الموك” التي استخدمت لمحاولة تنسيق الجهد الإقليمي – الدولي لإسقاط الدولة السورية ونظامها في السنوات الماضية.

ويبرز مراقبون أن تآمر النظام الأردني على المقاومة الفلسطينية ليس بجديد، فقد وقعت في العام 1970 مذابح “أيلول الأسود” من أجل طردها من البلاد، والتي يقول مؤرخون إن الملك حسين بن طلال، حصل قبلها على دعم إسرائيلي وأميركي.

دار الزمن دورة كاملة، ليخرج مثلًا “موقع والاه” الإسرائيلي بعنوان يقول: “من عدو إلى حليف: اعتراض سلاح الجو الأردني طائرات مسيّرة إيرانية في طريقها إلى إسرائيل”.

وبحسب المراقبين فإن النظام الأردني كسر مجددا بمشاركته في التصدي للهجمات الإيرانية، محاولة كان يمكن أن تشكّل ضغطًا إضافيًا على (إسرائيل)، وكان من الممكن أن تخدم استقرار نظامه. ترى، هل ستكشف الأيام المقبلة أن مقامرته بالارتماء بالكامل في خندق الدفاع عن آخر دولة احتلال في العالم، لم تكن سوى انتحارًا سياسيًا؟.

Related Articles

Back to top button