صحيفة عبرية: “إسرائيل” توفر حماية خاصة للقصر الملكي في عمان
زعمت صحيفة عبرية بأن دولة الاحتلال الإسرائيلي توفر حماية خاصة للقصر الملكي في عمان في إطار ما وصفته “التعاون الأمني العميق بين (إسرائيل) والأردن”.
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية، في خضم دعوتها لزيادة التنسيق مع الأردن، إن دولة الاحتلال “تزود القصر الملكي في عمان في كثير من الأحيان بمعلومات عن تمرد محتمل داخل الأردن”.
وذكرت الصحيفة أن العلاقات بين (إسرائيل) والأردن ظلت مشحونة دوماً بقشرة باردة، ولم تؤد الحرب في غزة إلا إلى تفاقم هذه العلاقة.
وزعمت الصحيفة أن الهجوم المميت الذي وقع الأسبوع الماضي عند معبر اللنبي، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين، أكد على استمرار “شبح الكراهية” الموجه إلى (إسرائيل) من خلال حدودها الشرقية.
ولفتت إلى تهريب الأسلحة والمواد المستخدمة في المتفجرات من الأردن إلى الضفة الغربية قد ازداد بشكل كبير خلال العامين الماضيين.
كيف يتعاون الإسرائيليون والأردنيون؟
بحسب الصحيفة العبرية فإن التعاون الأمني بين (إسرائيل) والأردن أعمق بكثير مما نعرفه.
فقد واجهت عمان منذ فترة طويلة تحديات بسبب التهديدات الداخلية.
لقد تخلت الأردن، في عهد الملك الراحل حسين، عن مطالباتها بالضفة الغربية في عام 1988 كجزء من العملية التي أدت إلى اتفاق أوسلو للسلام، وإنشاء السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، لا تزال تعتبر نفسها وصية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس.
وادعت الصحيفة أنه مع وجود نجل الملك حسين، عبد الله الثاني، في السلطة، تسعى الأردن إلى استرضاء السكان الفلسطينيين من خلال انتقاد (إسرائيل) علناً.
صدمة فوز الإسلاميين
لكن يبدو أن الوضع ليس مستقراً. فقد حققت المعارضة الإسلامية في الأردن مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي، بعد أن اعتبرت الأمر بمثابة استفتاء ضد (إسرائيل) في حرب غزة.
فازت جبهة العمل الإسلامي، الحزب السياسي الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، بـ 31 مقعدًا من أصل 138 مقعدًا في مجلس النواب في البلاد – بأكثر من 500 ألف صوت.
وهذا إنجاز مذهل للإسلاميين، الذين يعتبرون أنفسهم حزبًا معارضًا. لقد حصلوا على 10 مقاعد في عام 2020 وقرروا في الانتخابات السابقة مقاطعة العملية السياسية تمامًا.
وعلى شاشة التلفزيون الوطني، أشاد المحللون الأردنيون بالعملية الانتخابية ونتائجها باعتبارها دليلا على وقوف الشعب الأردني إلى جانب فلسطين، وخاصة مع حركة “حماس” والمقاومة في غزة.
وقال مراد العديلة، أحد كبار أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، إن الانتخابات بمثابة استفتاء على حرب غزة. واستشهد بتعليقات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتامار بن جفير حول بناء كنيس يهودي في المسجد الأقصى كسبب لمشاركة الناخبين بأعداد أكبر في الانتخابات.
وفي يوم الأحد، أصبح الوضع أكثر خطورة عندما وردت أنباء عن أن رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة قدم استقالته.
وبحسب المحللين، فإن المعارضة الأكثر صخبا بقيادة الإسلاميين قد تتحدى إصلاحات السوق الحرة التي يقودها صندوق النقد الدولي والسياسة الخارجية التي يتبناها الخصاونة.
وزعمت الصحيفة العبرية أن الأخبار الأخيرة الواردة من الأردن لابد وأن تكون بمثابة إشارة تحذيرية حمراء لإسرائيل، تماماً كما هي الحال بالنسبة لعمان “فحتى الآن، ساعد تعاون (إسرائيل) مع المملكة الهاشمية في الحفاظ على أمنها من التهديدات الداخلية”.
وأضافت أن “نتائج الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي تؤكد مدى خطورة التهديد الذي قد تواجهه (إسرائيل) من الشرق إذا تمكن الإسلاميون من اكتساب المزيد من السلطة وتهديد حكم عبد الله”.
وختمت الصحيفة أنه بينما تواجه (إسرائيل) تهديدات مستمرة من حزب الله وحماس، والآن الحوثيين في اليمن، فإن مساعدة الأردن على صد التهديدات التي تواجهها “أمر حيوي” لمصالح تل أبيب.