توصل المؤرخ الإسرائيلي لي مردخاي إلى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة، مستندًا إلى تقرير منهجي واسع النطاق بعنوان “الشهادة على حرب إسرائيل وغزة”.
التقرير يوثق أكثر من 1400 حادثة تشمل قتل الأطفال، دهس المدنيين، وإطلاق النار على أشخاص يحملون أعلامًا بيضاء، باستخدام شهادات ومقاطع فيديو جمعتها القوات الإسرائيلية نفسها.
وكشف مردخاي عن قائمة مرعبة من جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية، معتمدًا على مصادر متعددة تشمل شهادات عيان، مقاطع فيديو، صورًا، وتحقيقات موثقة، كثير منها صُور وسُجل بواسطة الجنود الإسرائيليين أنفسهم.
جرائم حرب ممنهجة
وثّق التقرير حوادث قتل لمدنيين كانوا يرفعون أعلامًا بيضاء، منهم امرأة وطفلها أُطلق عليهما النار من قِبل قناص إسرائيلي أثناء محاولتهم الإخلاء.
وقُتل أطفال أثناء وقوفهم في طوابير للحصول على الخبز، بعد أن تم استهدافهم بالرصاص والقصف.
وأكد التقرير استخدام القنابل الحارقة والأسلحة المدمرة في مناطق مكتظة بالسكان، ما أدى إلى مقتل الآلاف وتدمير أحياء بأكملها.
بالإضافة إلى قُتل أربعة أطفال خدّج بعد إخلاء مستشفى قسريًا، حيث اضطرت الممرضة لاختيار أقوى طفل للبقاء على قيد الحياة.
وأظهرت لقطات تدمير مساعدات إنسانية وجرف الطرود الغذائية بواسطة الآليات العسكرية.
مشاهد مروعة وثقها الاحتلال
يستند التقرير إلى آلاف المقاطع المصورة، بما في ذلك مشاهد التقطها جنود إسرائيليون بأنفسهم.
ويظهر جنود يجبرون سجناء فلسطينيين على تقديم تحيات لعائلاتهم ويطلبون منهم الاعتراف برغبتهم في أن يكونوا عبيدًا لهم.
وتظهر صور لأكوام من الأموال والملابس النسائية التي نُهبت من المنازل الفلسطينية.
ويُظهر أحد المقاطع كلبًا يأكل جثة فلسطيني بينما يعلّق الجندي قائلاً: “لقد ذهب الإرهابي… يا له من منظر رائع، غروب شمس رائع”.
إبادة جماعية وفق القانون الدولي
في القسم المخصص لتحليل الجرائم وفق القانون الدولي، يشرح مردخاي كيف تنطبق الأفعال التي ترتكبها إسرائيل في غزة على تعريف الإبادة الجماعية في اتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية لعام 1948.
بالتدمير المتعمد: يتخطى القتل المباشر ليشمل الجروح الجسدية والنفسية، منع الولادات، وخلق ظروف معيشية تهدف إلى الإبادة التدريجية.
والنية المعلنة: يؤكد مردخاي أن السياسة الإسرائيلية في غزة تهدف إلى القضاء على السكان الفلسطينيين عبر مراحل طويلة من العنف المنهجي.
تواطؤ الإعلام في تغطية الجرائم
يخصص التقرير قسمًا هامًا لفضح دور الإعلام الإسرائيلي والغربي في تبرير الجرائم وخلق روايات مضللة تخدم الاحتلال.
أشار المؤرخ إلى أن التلاعب الإعلامي ساهم في تقليل الضغط الدولي على إسرائيل، مما مكّنها من مواصلة حملتها ضد المدنيين الفلسطينيين.
وأوضح أن تصوير الحرب على أنها دفاع عن النفس يهدف إلى نزع الطابع الإنساني عن الفلسطينيين وتبرير الجرائم بحقهم.
إبادة منهجية للوجود الفلسطيني
وأوضح مردخاي أن الممارسات الإسرائيلية لم تعد تقتصر على تدمير البنية التحتية، بل تهدف إلى تدمير الهوية الفلسطينية بشكل كامل.
حيث قُتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، من بينهم عائلات بأكملها، في هجمات منظمة.
وأدى الحصار والهجمات إلى حرمان مئات الآلاف من الغذاء والدواء.
واستهداف المدارس والمستشفيات جعل الحياة في غزة شبه مستحيلة.
وثيقة تاريخية توثق الوحشية
يمثل هذا التقرير أكبر وأشمل توثيق منهجي لجرائم الحرب في غزة، ويعتمد على أدلة دامغة تضع الاحتلال الإسرائيلي أمام تهمة الإبادة الجماعية.
وقال مردخاي: “شعرت أن ما يحدث هو مسألة حياة أو موت، وأنه يتعارض تمامًا مع القيم التي نشأت عليها”.
شهادة على الفظائع
أكد المؤرخ أن أرقام الشهداء التي أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، والتي بلغت أكثر من 44,500، دقيقة وتعكس الواقع المأساوي، مشيرًا إلى أن إسرائيل تتعامل مع هذه الأرقام على أنها صحيحة رغم محاولات التشكيك بها.