ارتفاع مبيعات المهدئات في “إسرائيل” بنسبة 204% منذ أكتوبر الماضي
كشفت مجموعة بحثية أن مبيعات المهدئات في دولة الاحتلال الإسرائيلي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبحسب مؤسسة “كان ساجول مكابي”، فعند المقارنة بحرب لبنان الثانية في عام 2006، التي شهدت زيادة بنسبة 27 في المائة في شراء الأدوية المضادة للقلق، كانت هناك زيادة غير مسبوقة بنسبة 204 في المائة في مبيعات المهدئات منذ هجوم طوفان الأقصى الذي نفذته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبينما لوحظ ارتفاع مبيعات المهدئات في العام 2006 بشكل رئيسي في شمال فلسطين المحتلة، أفاد مركز الأبحاث أن الزيادة خلال الأشهر الاثني عشر الماضية شملت كافة أنحاء دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت أن الدراسة التي أجريت بموافقة لجنة هلسنكي باستخدام بيانات مجهولة المصدر من أكثر من مليون عضو في نادي مكابي تزيد أعمارهم عن 21 عامًا، كدراسة حالة للظروف البيئية وتأثيرها على الضغوط الشخصية.
ونظرت الدراسة في الخصائص الاجتماعية والديموغرافية مثل العمر والجنس ومنطقة الإقامة والوضع الاجتماعي والاقتصادي، وتناولت أنماط استخدام الأدوية على مدى السنوات التسع عشرة الماضية، بما في ذلك 7 أكتوبر، من خلال فحص عدد عمليات شراء الأدوية المضادة للقلق.
وتظهر الدراسة أن مخاطر شراء المهدئات قصيرة الأمد أثناء العمليات الأمنية أعلى بنسبة 14% مقارنة بالأوقات العادية. وخلال حرب لبنان الثانية، كان شراء المهدئات بين سكان الشمال أعلى بنسبة 39% مقارنة بسكان المناطق الوسطى.
وبحسب الدراسة فإنه خلال العمليات العسكرية في الجنوب، كانت هناك زيادة بنسبة 18 في المائة في شراء الأدوية المضادة للقلق مقارنة بسكان المناطق الوسطى من دولة الاحتلال.
صمود فلسطيني مقابل يأس إسرائيلي
ورغم تدمير البنية التحتية وإبادة عشرات آلاف الفلسطينيين أغلبهم من الأطفال والنساء، فإن الشعب الفلسطيني يواصل إظهار صمود اسطوري تقوم على الصبر والوطنية والتعلق بوطنه والدعم غير المشروط لمقاومته، مع صور تسلط الضوء على الصمود الأسطوري للأمة الفلسطينية بين أنقاض قطاع غزة، وسط آلام ومعاناة لا تطاق.
في هذه الأثناء، هناك اليأس والهجرة العكسية مع فرار مليون مستوطن متطرف من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تتصرف “إسرائيل” وكأنها خسرت الحرب بالفعل، في ساحة المعركة في غزة والضفة الغربية المحتلة وبقية فلسطين التاريخية.
والواقع أن “إسرائيل” محاصرة في مستنقع غزة الرهيب وتنزف، في وضع يصر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على إطالة أمد الحرب للحفاظ على منصبه السياسي وتأخير محاكمته بتهمة الفساد.
في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بدأت دولة الاحتلال عملية إبادة جماعية في غزة بهدف “تدمير حماس” و”تحرير الإسرائيليين المعتقلين” لدى المقاومة.
وصرح نتنياهو، الذي يتزعم حزب الليكود اليميني المتطرف، بأن الحرب سوف تستمر حتى تحقيق كل الأهداف التي لم تتحقق بعد، في مواجهة أي نوع من الضغوط، سواء كانت داخلية أو خارجية.
وعلى الجبهة الشمالية يخوض الجيش الإسرائيلي مواجهات دامية مع حزب الله اللبناني الذي يفرض على “إسرائيل” هزائم متتالية ويستنزف خططها القائمة على القوة العسكرية المفرطة.
والحرب في غزة تشكل وضعاً لا مخرج منه للنظام الصهيوني. وكان هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول بمثابة ضربة حاسمة، وجرح لن تلتئم “إسرائيل” منه ولن تتمكن الإمبريالية من إنقاذه.
صرح رئيس العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي، يسرائيل زيف، للقناة 12 الإسرائيلية أن الحرب في غزة أصبحت أطول حرب وأكثرها إرهاقًا في تاريخ الكيان الصهيوني.
وبحسب تقديره، فإن الكيان والقوات الإسرائيلية عالقون في “مستنقع غزة الرهيب” والمخرج الوحيد هو الانسحاب الفوري للقوات.
لقد خسرت “إسرائيل” بالفعل المعركة في الرأي العام العالمي، وذلك من خلال الارتفاع الواضح في شعبية الدولة الصهيونية في مختلف أنحاء العالم.
والواقع أن الخسائر المتواصلة التي تتكبدها “إسرائيل” في مختلف الأراضي، وبحث الصهاينة عن “مخرج مشرف”، كل هذا يثبت أن حماس ليست عدواً مهزوماً، بل إنها عدو مرن يملي قواعد القتال على أولئك الذين أقسموا على تدميرها.