في تصعيد خطير، أقدم الناطق باسم حركة فتح، منير الجاغوب، على التحريض العلني ضد مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، موجهًا إيحاءات مباشرة لجيش الاحتلال بضرورة اقتحام المخيم بزعم وجود عناصر مقاومة فيه.
وفي منشور أثار عاصفة من الانتقادات، زعم الجاغوب: “حماس طلبت خلال مباحثاتها مع إسرائيل في قطر السماح بإقامة عرض عسكري في النصيرات بضمانة أمريكية دون تعرضه للقصف الإسرائيلي.”
التحريض على المقاومة
ومنذ هجوم 7 أكتوبر 2023، تحوّلت السلطة الفلسطينية وحركة فتح إلى أدوات تخدم رواية الاحتلال الإسرائيلي، حيث اعتمدتا على “جيوش إلكترونية” وقيادات ميدانية لتشويه المقاومة وزرع الفتن.
وكان منير الجاغوب، بصفته رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم، أحد أبرز أذرع هذا النهج، مستغلًا منصبه للتحريض على المقاومة ومهاجمتها بلا هوادة، متجاهلًا في الوقت ذاته الجرائم اليومية للاحتلال وقطعان المستوطنين.
التخابر مع الاحتلال
لا يتوقف الجدل حول الجاغوب عند التحريض فقط، إذ يملك سجلًا حافلًا بالفضائح، بدءًا من اتهامات أخلاقية إلى تورطه بقضية تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي حادثة صدمت الشارع الفلسطيني، تم اعتقال الجاغوب في يوليو 2020 بتهمة تسريب معلومات حساسة عن رئيس السلطة محمود عباس لضابط إسرائيلي يُدعى “إياس”.
وكشف اللواء زكريا مصلح، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية، تفاصيل القضية التي أدت إلى اعتقال الجاغوب والتحقيق معه.
وسبق وأن أُصدر قرار من مدير عام الشرطة الفلسطينية، يوسف الحلو، بإنهاء فرز الجاغوب في مفوضية التعبئة والتنظيم وإعادته إلى جهاز الشرطة، عقب تسريبات صوتية هاجم فيها قيادات السلطة، مما أثار موجة من الإهانة بحقه.
منير الجاغوب
لم يكتفِ الجاغوب بمهاجمة المقاومة، بل انتقل إلى انتقاد فساد السلطة الفلسطينية بعد اعتقال شقيقه معتصم الجاغوب، واصفًا قادة السلطة بـ”صغار القيمة والقامة”، حيث قال في تسجيل صوتي: “يا صغار القيمة والقامة، أنتم عار على المؤسسة العسكرية.. كيف يتم تعيين أشخاص بهذه الطريقة؟”
وبدأ الجاغوب، حياته السياسية كأحد كوادر فتح في نابلس، أصبح رمزًا للجدل داخل الحركة، حيث يتهمه كثيرون بتنفيذ أجندات تسعى لضرب النسيج الوطني وإفشال أي محاولات للمصالحة الفلسطينية.